الأمم المتحدة تحذر: الفاشر محاصرة بالكامل والوضع الإنساني يوشك على الانهيار
انتظار موافقة الدعم السريع لإدخال المساعدات.. وأسعار الغذاء ترتفع بـ460% وسط مخاوف من مجاعة جماعية

حذّرت الأمم المتحدة من التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مؤكدة أن المدينة محاصرة بالكامل من قبل قوات الدعم السريع، وأن سكانها يواجهون خطر مجاعة وشيكة في ظل انقطاع المساعدات وندرة المواد الغذائية.
وقالت ،إديم وسورنو، مديرة العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن المنظمة تنتظر موافقة قوات الدعم السريع للسماح بدخول الإمدادات الإنسانية، رغم حصولها على ضمانات من الجيش السوداني.
ووصفت المسؤولة الأممية الوضع في العاصمة الخرطوم بأنه “كارثي”، مشيرة إلى أن المدينة تحولت إلى “مدينة أشباح”، في وقت يعاني فيه ملايين السودانيين من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي، فإن أسعار الحبوب الأساسية في الفاشر، مثل الذرة الرفيعة والقمح، ارتفعت بنسبة 460%، وسط شح في الأسواق وإغلاق معظم المطابخ المجتمعية، وتشير التقديرات إلى أن 40% من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد، بينهم 11% في حالة خطيرة.
ويؤكد خبراء في المنظمات الإنسانية أن قدرة السكان على الصمود قد انهارت تماما بعد أكثر من عامين على اندلاع الحرب، محذرين من أن استمرار الحصار دون تدخل عاجل سيؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا.
مدينة الفاشر، الواقعة على بعد نحو 1000 كيلومتر غرب العاصمة، هي العاصمة الوحيدة في دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني، وتخضع لحصار الدعم السريع منذ مايو 2024.
وفي ظل غياب بيانات دقيقة بسبب انعدام الوصول، لم يُعلن رسميا عن مجاعة في المدينة، لكن مسؤولي الأمم المتحدة يؤكدون أن كل المؤشرات تؤكد اقترابها، مشيرين إلى أن بعض العائلات باتت تقتات على العلف والنفايات للبقاء على قيد الحياة.