سياحة “الفرصة الأخيرة”: بين شهود الخطر وآمال الحماية
السياح يتهافتون على الأنهار الجليدية والحاجز المرجاني الكبير—من يرسم حدود المسؤولية؟

يتجه بعض المسافرين نحو وجهات طبيعية مهددة بالاختفاء—مثل الأنهار الجليدية في أيسلندا—لرؤيتها قبل فوات الأوان، هذه الظاهرة مثيرة للجدل بسبب الانبعاثات الكربونية المتزايدة الناتجة عن السفر إليها، إلا أنه، وفقا لخبراء، “إذا تمّت بطريقة مسؤولة، يمكن أن تلهم هذه الرحلات الزوار للمساهمة في حفظ هذه الأماكن”.
أشار الكاتب “سيدريك دورو” إلى تجربته في 2018 عند زيارة نهر “أوكيجيكول” الجليدي—المكان بدا خاليا من الجليد، وعلى الرغم من جمال المشهد، أدرك حجم الخطر، منذ ذلك الحين، تضاعف عدد السائحين إلى أيسلندا، رغم أن البلاد تضم حوالي نصف مليون سائح سنويا مقارنة بعدد سكانها البالغ 400 ألف.
رغم أن السياحة لا تضمن بقاء المعالم، فإن ارتباط الزائرين العاطفي بها يمكن أن يمهد الطريق نحو تغيير إيجابي، كما تحذر “روبين كونديس كريج” من تدفق السياح إلى البيئات الهشة دون تقديم توجيه مناسب، معتبرة أنها قد تثقل كاهل تلك البيئات بدلا من إنقاذها.
تقترح “كريج” أن الزوار عليهم التفكير في ثلاثة أمور: طريقة السفر البيئية، النشاط الذي يقومون به في الموقع، والإجراءات التي يمكن اتخاذها بعد العودة للمساعدة في الحفاظ على البيئة، وتضيف أن المرشدين السياحيين ومديري المتنزهات يجب أن يساعدوا في توجيه هذه المشاعر نحو أفعال ملموسة للحماية.
يرى بعض الخبراء أن زيارة الشعاب المرجانية—مثل الحاجز المرجاني العظيم—تعزز التوعية البيئية، خصوصا إذا شملت تجارب مثل الغوص الاستكشافي ووجود مرشدين بيئيين، هذا النوع من السياحة قد يشجع رأس المال الطبيعي على التقدير الشخصي والتحول إلى سلوك بيئي واقعي.