
رغم تأكيد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أكثر من مرة على ثبات موقف القاهرة. كشفت صحيفة إسرائيل اليوم في تقرير مطول أن إسرائيل تعتبر مصر “خصمًا حقيقيًا” رغم معاهدة السلام. مشيرة إلى امتلاك تل أبيب أوراق ضغط يمكن استخدامها ضد القاهرة.
وأوضحت أن على “إسرائيل خاصة بعد أحداث 7 أكتوبر. أن تتذكر كلمات رئيس الأركان السابق، هرتسي هاليفي حول مصر”.
وقال هاليفي، إن “مصر لديها جيش ضخم، مزود بأسلحة متطورة، وطائرات وغواصات، وعدد كبير من الدبابات ومقاتلات المشاة”. وأضاف هاليفي أنه وفقًا للتقييمات الحالية، لا يُشكل هذا تهديدًا، لكن الأمور قد تتغير في لحظة”.
وعلى الصعيد السياسي، تتحدى مصر إسرائيل باستمرار. وهذا أحد أسباب رفضها استيعاب سكان غزة ولو مؤقتًا أو منحهم أراضٍ في سيناء، بحسب تقرير الصحيفة.
وتساءل التقرير عن أسباب امتلاك مصر لجيش ضخم. ولماذا تُعد إسرائيل التهديد الرئيسي له، وعن التوسعات في الأنفاق ومدارج الطائرات في سيناء. كما أشار إلى ورقة الضغط الأولى أنّ إسرائيل ساعدت القاهرة مرات عديدة في واشنطن. معتبرًا أن الوقت قد حان لاستخدام النفوذ الأمريكي كورقة ضغط على مصر.
الورقة الثانية، بحسب الصحيفة، هي الغاز. فقد اعتبرت أن مصر اعتمدت لسنوات على الغاز الإسرائيلي لضمان استمرار الكهرباء، ما جعل اقتصادها مرتبطًا بالصفقات مع تل أبيب. وأوضحت أن الصفقة العملاقة البالغة 35 مليار دولار، والتي تمتد لـ14 عامًا، تمنح إسرائيل أداة ضغط استراتيجية على القاهرة. صحيفة معاريف وصفت الاتفاق بأنه “معجزة للاقتصاد الإسرائيلي”، إذ أنعشه وفتح الباب أمام مزيد من الاستثمارات في قطاع الطاقة.
تحذيرات من الاعتماد على الغاز الإسرائيلي
وفي السياق ذاته، نشرت مجلة Responsible Statecraft الأمريكية تقريرًا بعنوان: “مصر لن تستطيع انتقاد إسرائيل لعقدين آخرين”. اعتبرت فيه أن الصفقة تمثل مكسبًا لإسرائيل لكنها نتاج وضع صعب لمصر، حيث يقلّص اعتماد القاهرة على الطاقة الإسرائيلية من دورها كوسيط فعّال في القضية الفلسطينية. وذكرت أن إسرائيل أوقفت تدفقات الغاز مرتين خلال حربها الأخيرة مع إيران. ما سبّب ارتباكًا كبيرًا في مصر وتوقف إمداد المصانع بالطاقة.
من جانبه، حذّر رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس من هذا الاعتماد المفرط قائلاً: “كان لازم من الأول ما نعتمدش على الغاز الإسرائيلي، لأنه غاز سياسي، ممكن لو زعلوا مننا يوقفوه زي ما عاملين دلوقتي. لابد أن نضع خطة مستقبلية عشان ما نتعرضش للموقف ده تاني”.