خلافات إسرائيلية.. قادة عسكريون وأمنيون يضغطون لوقف إطلاق النار وإنقاذ الرهائن

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن تصاعد الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن مستقبل العمليات العسكرية في غزة، حيث حذّر مسؤولون كبار، بينهم رئيس الأركان إيال زامير ورئيس الموساد ديفيد برنيع ووزير الخارجية جدعون ساعر، من المضي في خطة احتلال مدينة غزة، داعين إلى اغتنام فرصة التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار يتيح إطلاق سراح الرهائن وإنقاذ الأرواح.
وخلال اجتماع عاصف استمر 6 ساعات لمجلس الحرب الإسرائيلي “الكابنيت” مساء الأحد الماضي، شدد زامير على أن استمرار القتال قد يفرض على إسرائيل حكما عسكريا مباشرا لقطاع غزة، وهو سيناريو من شأنه أن يرهق الدولة سياسيا وقانونيا واقتصاديا.
وبحسب الصحيفة، أعرب برنيع وساعر عن قلقهما من العواقب الدبلوماسية لاستمرار العمليات، خاصة في ظل تصاعد الانتقادات الدولية لإسرائيل بسبب ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين في غزة، وأكد ساعر لمقربين منه ضرورة “إنقاذ الرهائن مهما كان الثمن”، حتى لو تطلب الأمر وقف الهجوم العسكري بشكل مؤقت.
ورغم هذه التحذيرات، يواصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التمسك بموقفه الرافض لأي اتفاق جزئي، معتبرًا أن تصريحات حماس حول استعدادها للتوصل لاتفاق “مجرد خدعة”.
ويصر نتنياهو على أن نهاية الحرب مرهونة باستسلام كامل لحماس، بما يشمل إعادة جميع الأسرى، ونزع سلاح الحركة، وتسليم الإدارة المدنية في غزة لطرف ثالث، مع احتفاظ إسرائيل بالمسؤولية الأمنية.
ولا يزال الوسطاء بانتظار رد إسرائيلي على مقترح وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، الذي طُرح مؤخرا كخطوة أولية لإنهاء التصعيد.
في المقابل، تدعم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية خطة تدريجية بدلا من احتلال غزة بشكل كامل، معتبرة أن هناك بدائل أكثر فاعلية لتحقيق أهداف الحرب، دون الانزلاق إلى سيناريو حكم عسكري مباشر.
وبحسب مصادر مطلعة، يخشى زامير أن يؤدي استمرار العمليات إلى فراغ سياسي خطير في القطاع، يضطر الجيش الإسرائيلي معه إلى إدارة شؤون غزة بنفسه، وهو ما قد يضعه في مواجهة مباشرة مع السكان ويزيد من تعقيد الموقف.
وأكدت المصادر أن زامير، رغم معارضته للخطة، شدد خلال الاجتماع على أن الجيش الإسرائيلي سينفذ أي توجيهات تصدر عن القيادة السياسية بدقة وكفاءة، حتى وإن لم يوافق عليها من الناحية الاستراتيجية.
وتشير هذه التطورات إلى انقسام عميق داخل القيادة الإسرائيلية بين من يدعون إلى تصعيد العمليات العسكرية، ومن يرون أن الحل يكمن في اتفاق مرحلي يحقق مكاسب إنسانية وسياسية، ويمهد الطريق لتسوية أوسع في المستقبل.