الاعتراف الغربي بفلسطين.. خطوة رمزية أم تحول حقيقي؟

تسارعت وتيرة الاعترافات الغربية بدولة فلسطين، مع إعلان كل من فرنسا، بلجيكا، ولوكسمبورغ اعترافها الرسمي.
لتلتحق بها دول أخرى مثل المملكة المتحدة وكندا وأستراليا والبرتغال. وبهذا يصل عدد الدول المعترفة بفلسطين إلى 147 دولة من أصل 193 عضوا في الأمم المتحدة.
لكن يبقى السؤال: هل سيغير هذا الاعتراف شيئا على الأرض، أم أنه مجرد خطوة رمزية تُستخدم لامتصاص الغضب الشعبي؟
اعتراف تاريخي يثير جدلا دوليا
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 22 سبتمبر 2025 اعتراف بلاده بدولة فلسطين، مؤكدا أن هذه الخطوة تأتي دعما لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.
في المقابل، رفضت إسرائيل هذه الخطوة بشدة.
كما أكدت الولايات المتحدة معارضتها القوية لأي اعتراف دولي أحادي الجانب، بعد أيام من استخدام فيتو أمريكي سادس أسقط مشروع قرار يطالب بوقف الحرب في غزة.
إيجابيات الاعتراف بدولة فلسطين
يرى محللون أن الاعتراف يحمل عدة مكاسب للفلسطينيين، أبرزها:
- تعزيز الشرعية الدولية لحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة على حدود 1967.
- اعتباره وثيقة قوية يمكن استخدامها في المحافل الدولية لدعم القضايا الفلسطينية.
- توسيع الحضور الدبلوماسي لفلسطين عبر رفع علمها وافتتاح سفارات في مزيد من الدول.
- تمهيد الطريق لتوقيع اتفاقيات دولية رسمية باسم دولة فلسطين.
- تشجيع حركات التضامن الشعبي العالمية على الضغط لتغيير سياسات حكوماتها تجاه إسرائيل.
سلبيات الاعتراف الغربي بفلسطين
في المقابل، يرى آخرون أن هذه الخطوة قد تكون رمزية أكثر من كونها عملية، ومن أبرز السلبيات:
- إسرائيل تستفيد من الاعترافات الفارغة التي لا تتبعها إجراءات عملية، لإطالة أمد الصراع.
- استمرار الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وحصار غزة دون أي تغيير فعلي.
- الاعتراف لا يعوض الفلسطينيين عن حقوقهم الأساسية مثل القدس وحق العودة والسيادة الكاملة.
- القرار يظل بلا تأثير ما لم يوقف الاستيطان ويرفع الحصار.
- خطر بقاء الاعتراف رمزيا فقط إذا لم يُترجم إلى ضغط سياسي واقتصادي حقيقي على إسرائيل.
- النفوذ الأمريكي الكبير يعرقل أي خطوات عملية قوية ناتجة عن الاعتراف.
- قد يستخدم بعض الدول الغربية الاعتراف كأداة لإظهار نفسها وسيطا نزيها بعد فقدان المصداقية.
- اعتباره وسيلة لامتصاص الغضب الشعبي دون تغيير السياسات الجوهرية تجاه إسرائيل.
- يشبه في نظر البعض مسكنا يخفف الألم دون معالجة أصل المشكلة.
بينما يمثل الاعتراف الغربي بفلسطين انتصارا دبلوماسيا للفلسطينيين، إلا أنه يظل محدود التأثير ما لم يُقترن بخطوات عملية توقف الاحتلال والاستيطان وتكسر الحصار.