عاد الفنان محمد سلام لتصدر المشهد الفني من جديد، بعد غياب دام نحو عامين بسبب أزمته مع تركي آل الشيخ، عقب ظهوره في حفل “مصر وطن السلام”. وقدم سلام عرضا مسرحيا حول سيناء خلال الاحتفالية التي أقيمت بدار الأوبرا بمدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة. بحضور عبد الفتاح السيسي، وقوبل ظهوره بعاصفة من التصفيق الحار والإعجاب الواسع.
وصفه الجمهور بأنه “أكبر رد اعتبار”، كما أعلن عن مسلسله الجديد بعنوان “كارثة طبيعية” بعد تأجيل عرضه أكثر من مرة.
خلاف مع تركي آل الشيخ.. وبداية الغياب
فترة غياب محمد سلام بدأت في أكتوبر 2023، بعدما رفض المشاركة في موسم الرياض تضامنًا مع الشعب الفلسطيني خلال الحرب على غزة. هذا الموقف تسبب في توتر علاقته مع تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودية، ما أدى إلى استبعاده من الأعمال الفنية وعدم التعاقد معه.
نقمة تركي عليه وصلت إلى حد معاقبة كل من يتعاون مع سلام. حيث اعتذر 10 مخرجين عن العمل معه خوفًا من التصادم مع نفوذ تركي آل الشيخ. ما أدى لغيابه عن الموسم الرمضاني الماضي لأول مرة منذ 15 عامًا.
الاستثناء الوحيد كان مشاركته في مسلسل “الكبير 8” وفيلم “بضع ساعات في يوم ما”، إذ كان قد بدأ تصويرهما قبل الأزمة.
المنتجين عزفوا عن اسناد أي أدوار جديدة سواء كانت في المسرح أو التلفزيون أو السينما للفنان محمد سلام. خوفا من غضب آل شيخ ومنع عرض الأعمال التي يشارك فيها في دول أخرى. بل وذهب المنتج أحمد بدوي العضو المنتدب للشركة المتحدة للإنتاج السينمائي حتى القول إن “محمد سلام لن يعمل في السينما إلا بعد اعتذاره لسيادة المستشار تركي آل شيخ”. ابتعاد سلام عن الشاشة دفعه لافتتاح سلسلة مطاعم كمصدر دخل بديل.
قرار سعودي غيّر المعادلة
ومع إعلان تركي آل الشيخ مؤخراً تقليل الاعتماد على الفنانين المصريين في موسم الرياض. وتأكيده عبر منصة “إكس” أن الموسم القادم سيعتمد بنسبة شبه كاملة على العازفين والمسرحيات السعودية والخليجية،.مع بعض المشاركات السورية والعالمية، عاد الجدل للظهور مجددًا.
قرار آل الشيخ أثار تساؤلات حول طبيعة العلاقات بين القاهرة والرياض. خاصة مع تصاعد انتقادات من بعض الحسابات السعودية لظهور محمد سلام في الحفل الأخير.
الفترة الماضية شهدت كذلك توترًا ملحوظًا، بعد نشر تركي آل الشيخ تغريدات يسخر فيها من مسؤولين مصريين، من بينهم وزير النقل والصناعة كامل الوزير، عقب مقارنته بين تكلفة إنشاء الطرق في مصر والسعودية.
عودة محمد سلام للواجهة دون تقديم اعتذار، أعادت فتح ملف العلاقة المعقدة بينه وبين تركي آل الشيخ، وربما أضاءت جانبًا خفيًا من حساسية العلاقة الفنية والسياسية بين القاهرة والرياض، وسط حالة ترقب لما ستسفر عنه الأيام القادمة بالنسبة لمستقبل سلام المهني.


