عربي ودولي

غزة على صفيح ساخن.. وتل أبيب تشتعل باحتجاجات الحريديم ضد التجنيد

في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود الدولية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تتزايد المؤشرات على تصاعد التوترات والاحتجاجات الميدانية والسياسية. مع دخول وساطات جديدة ومباحثات مكثفة لتشكيل قوة مهام دولية تتولى الإشراف على الأوضاع داخل القطاع.

وذكرت مصادر أميركية لموقع أكسيوس. أن الوسطاء أبلغوا حركة حماس بمهلة تمتد 24 ساعة لإجلاء عناصرها من المنطقة الواقعة خلف “الخط الأصفر”. وهي المنطقة التي انسحبت إليها قوات الاحتلال الإسرائيلي طبقا لخطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وتخضع حاليا لسيطرة الجيش الإسرائيلي.

في المقابل، أعلن جيش الاحتلال تسلّم رفات أسيرين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر. في وقت تتهم فيه إسرائيل بمحاولة استغلال هذا الملف كورقة ضغط لخرق الهدنة عبر غارات متقطعة وتقييد إدخال المساعدات الإنسانية، مع استمرار عرقلة إعادة فتح معبر رفح رغم التفاهمات المسبقة.

من جانبها، أكدت مصادر بوزارة الدفاع التركية أن أنقرة تواصل اتصالاتها مع الأطراف المعنية لإنشاء قوة دولية مشتركة تعمل على تثبيت الأمن في غزة. بينما كشفت مصادر أميركية عن خطة لتشكيل قوة شرطة فلسطينية جديدة بإشراف أميركي-عربي، بمشاركة محتملة من دول مثل تركيا ومصر وإندونيسيا وأذربيجان.

ليلة فوضى في إسرائيل.. مئات الآلاف من الحريديم يتحدّون حكومة نتنياهو

وفي الداخل الإسرائيلي، شهدت تل أبيب والقدس المحتلة ليلة من الفوضى والشلل التام بعد خروج عشرات الآلاف من أتباع تيار الحريديم في مظاهرات ضخمة ضد قانون التجنيد الإجباري.

أغلقت الطرق الرئيسية بين تل أبيب والقدس، وتوقفت حركة القطارات بعد إعلان شركة سكك الحديد إغلاق محطة «القدس يتسحاق نافون». فيما اندلعت مواجهات مع الشرطة واعتداءات على صحفيين، وسط لافتات تهاجم الحكومة وتصفها بـ«الستالينية».

التقديرات الصحفية تحدثت عن مشاركة نحو 200 ألف متظاهر، في واحدة من أضخم احتجاجات الحريديم منذ سنوات.

رفع المحتجون شعارات مثل «الموت في سبيل إيماننا خيرٌ لنا»، بينما مزقوا لافتة ضخمة كتب عليها «كل الشعب.. جيش الدفاع الإسرائيلي»، في مشهد عكس عمق الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي.

زعيم المعارضة يائير لابيد هاجم المتظاهرين بقوله: «إذا كنتم قادرين على السير في الشوارع للمظاهرات، فبإمكانكم السير في الخدمة العسكرية لحماية الدولة». بينما يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أزمة متصاعدة تهدد تماسك ائتلافه الحاكم المعتمد على دعم الأحزاب الدينية الرافضة للتجنيد.

تداخل أزمات وتحديات إقليمية

تأتي هذه التطورات المتزامنة في غزة وإسرائيل لتؤكد أن المنطقة تمر بمرحلة احتقان غير مسبوقة. تتقاطع فيها الأزمات السياسية والأمنية الداخلية مع تعقيدات الملف الفلسطيني. ما يجعل أي جهد لتثبيت الاستقرار هشا في ظل تصاعد التوتر والانقسام داخل إسرائيل نفسها.


زر الذهاب إلى الأعلى