بلومبيرج: انقطاعات الكهرباء انتكاسة تواجه مصر التي تباهت بفائض الإنتاج
قالت شبكة “بلومبيرج” الأمريكية إن انقطاعات الكهرباء العشوائية في أيام صيفية لاهبة باتت تحد جديد يواجه مصر، والتي تمر بتحد آخر يتمثل في أسوأ أزمة اقتصادية منذ سنوات، وأنها انتكاسة قوية لدولة تباهت منذ فترة قصيرة بامتلاكها فائضاً في الكهرباء.
وقالت الشبكة، في تقرير، إنه بينما تجاوزت درجات الحرارة في أنحاء عديدة من الدولة الواقعة في شمال أفريقيا 37.8 درجة مئوية (100 فهرنهايت)، يعتاد المصريون مرة أخرى على توقف عمل الإضاءة ومُكيفات الهواء بشكل مفاجئ.
وعزت السلطات الانقطاع إلى ضغط غير مسبوق على شبكة توزيع الكهرباء، وعجز غير متوقع في الوقود اللازم لتوليد الكهرباء لسكان مصر الذين يتجاوز عددهم 104 ملايين نسمة.
ويعد جدول تخفيف الأحمال الجديد الذي بدأ سريانه، الثلاثاء 1 أغسطس الجاري، بتنبيه مسبق لانقطاعات الكهرباء التي تمتد لفترة ساعة في أحياء المدن الكبرى. فيما يقول المسؤولون بأن واردات مازوت (زيت الوقود الثقيل) بقيمة 300 مليون دولار في طريقها.
ومع ذلك، لا يوجد إطار زمني محدد لموعد حل المشكلة.
ويقول التقرير إن انقطاعات الكهرباء تمثل انتكاسة قوية لدولة تباهت منذ فترة قصيرة بامتلاكها فائضاً في الكهرباء، وأشارت إلى إمكانية تصديره إلى أوروبا.
لكن الأزمة الاقتصادية الناتجة جزئياً عن غزو روسيا لأوكرانيا عقّدت ذلك، حيث تسعى السلطات إلى الحصول على العملة الأجنبية عبر زيادة صادرات الغاز الطبيعي المُنتج محلياً، وأمرت بترشيد إضاءة المنشآت العامة والحكومية وتغيير التوقيت (إلى التوقيت الصيفي) لخفض استهلاك الكهرباء.
ورد المصريون، الذين يرزحون تحت ضغوط التضخم الجامح وعملة فقدت نصف قيمتها منذ مطلع 2022، بالسخط والفكاهة على انقطاعات الكهرباء التي طالما أربكت القوتين الاقتصاديتين الأخريين في القارة، جنوب أفريقيا ونيجيريا.
ويشكو سكان القاهرة والمناطق الأخرى من محاصرتهم في المصاعد المظلمة أو فساد الأغذية المخزنة في مبرداتهم، كما يقول التقرير.
وغرد الملياردير المصري نجيب ساويرس على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، قائلاً: “عندما توفي توماس إديسون، مخترع المصباح الكهربائي، في 1931، أُطفئت جميع الأجهزة الكهربائية في العالم لدقيقة تكريماً له. لكن مصر ولبنان تكرمانه كل يوم”.
وتصدر مصر ملايين الأطنان من الغاز الطبيعي المسال، إلى جانب جزء من الغاز الإسرائيلي، إلى أوروبا كل عام. وفي الصيف الحالي، كررت إجراءها السنوي المعتاد بوقف تصدير تلك الشحنات لتلبية الارتفاع في الطلب المحلي.
وقال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي إن المشكلة هذه المرة أن توربينات محطات توليد الكهرباء تحتاج إلى كميات أكبر بكثير من الوقود عندما تتجاوز درجات الحرارة مستوى محدداً، وإن مصر تستهلك حالياً نحو 146 مليون متر مكعب من الغاز والمازوت يومياً، ارتفاعاً عن الحد الأقصى عند 129 مليون متر مكعب في السنوات السابقة.
وقال، في خطاب متلفز، الخميس الماضي، إن ارتفاع درجة الحرارة لأعلى من 35 مئوية يستدعي تخفيف الأحمال لساعة أو اثنتين يومياً. وصرحت الحكومة وشركة “إيني” الإيطالية للطاقة، التي تساعد في تشغيل حقل “ظُهر” المصري العملاق للغاز الطبيعي، بأنه لم يطرأ تغيير على الإنتاج.
ويلفت التقرير إلى أن انقطاعات الكهرباء المتواصلة كانت إحدى المشكلات التي أثارت الغضب على حكومة الرئيس السابق محمد مرسي، والذي أطاح به الجيش في يوليو 2013.
ومنذ ذلك الوقت، رفعت مصر في عهد عبدالفتاح السيسي قدرتها الإنتاجية عبر مشروعات تتضمن 3 محطات لتوليد الكهرباء، شاركت في تشييدها شركة “سيمنز”، ومزارع للرياح، كما تساعدها روسيا في تشييد أول محطة للطاقة النووية في شمال أفريقيا على ساحل البحر المتوسط.