
الواشنطن بوست تسلط الضوء على تجريف الحدائق التاريخية بالقاهرة، الصحيفة الأمريكية قالت إن الحكومة تزيل أشجارا عمرها 100 عام لاستبدالها بمجمعات بيع تجزئة أو تجارية على الطراز الأمريكي.
تقول الصحيفة أن النظام يتبع سياسة إزالة المساحات الخضراء لإفساح المجال للطرق والمقاهي ومحطات الوقود، مشيرة إلى أن ما تفعله الدولة يتعارض مع الأجندة الخضراء التي أعلنتها في الأشهر التي سبقت استضافة البلاد لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ العام الماضي بشرم الشيخ.
فقد حى مصر الجديدة 272 ألف متر مربع من مساحاته الخضراء بين عامي 2017 و2020 بحسب جمعية حماية التراث، مع العلم إنه يتم هدم المقابر الممتد تاريخها لأكثر من 1400 عاما وتهجير آلاف الأهالي الذي سكنوا تلك المناطق، كما ترحم الدولة منطقة الأهرامات فاستبدلت مساحاتها الخضراء بمقاهي ومطاعم.
لفتت الجريدة أيضا الإنتباه حول إسناد مشروعات الإزالة والإحلال للجيش، فذكرت أن الدولة توزع تلك الاستثمارات على رجالها من القوات المسلحة، منتقدة في الوقت ذاته افتخار السيسي ببناءه 1000 جسر جديد و7500 كيلومترا من الطرق.
سلطة الجريدة الضوء على طريق الساحل الشمالي الذي بُنى بسرعة ومن دون تخطيط، قائلة إنه تكلف مليار دولار ومع ذلك به الكثير من التقاطعات غير المدروسة المسببة للحوادث، موردةً أن السيسي يسعى لجعل القاهرة مثل دبي بدليل بناءه العاصمة الإدارية بـ59 مليار دولار حتى الآن.
عكس ما يقول النظام وتروج آلته الإعلامية اعتبرت الجريدة أن مشاريع الطرق، تدمر البنية التحتية في البلاد نتيجة محوها التاريخ القديم الذي تسعى كل دولة للحفاظ عليه، كما قارنت الصحيفة بين حال القاهرة الآن وحالها في العقود الماضية.
ذكرت الصحيفة أن الخضرة التي كانت في القاهرة فترة الخديوي إسماعيل تضاهي مثيلاتها في مدن أوروبا الكبرى، منوهةً على أنه في سبعينيات القرن الماضي كانت حدائق القاهرة محمية بموجب القانون، لكن ومع الوقت بدأ التخلي عن الثوابت وبيع الحدائق لجهات داخلية ومستثمرين أجانب، بهدف إنقاذ الاقتصاد المتهاوي وسداد الديون التي تخطت الـ 165 مليار دولار.