تقارير

ضبابية هوية أغنية البوب المصرية

لمون نعناع

بايظة 

بلبطة 

كعبك عالي

هذه مجرد أمثلة لأغاني البوب شائعة الانتشار بين جموع الشباب، فكيف انحدرت الأغاني في مصر إلى هذا المستوى بسرعة كبيرة؟! 

اشتهرت المحروسة منذ القدم بفنها الراقي الممزوج بكلمات وألحان ذات معنى، ففي عشرينيات القرن الماضي ظهرت هوية واضحة للأغنية المصرية.

كانت الأغاني ترتكز على 3 أركان وهي الكلمات والألحان والتوزيع، مع حرفية إخراج كل ركن يصل للمستمع منتج نهائي راقي للغاية.

من أبرز رواد هذا النوع بديع خيري وبيرم التونسي وأحمد رامي، حيث نجح هؤلاء وغيرهم في خلق علاقة حميمة بين المستمع والكلام المُغنّى.

في مرحلة لاحقة برز شعراء من طينة عبد الرحمن الأبنودي، الذي جسّد قدرة الشاعر على التمييز بين الكلام المكتوب للغناء والكلام المكتوب للقصيدة.

كتب الأبنودي لكبار المطربين أمثال عبدالحليم حافظ وشادية، تلى الأبنودي شعراء مثل عصام عبد الله ومجدي النجار اللذين أدخلا تجديدا على الأغنية.

فغنى لهما محمد فؤاد وعمرو دياب وشيرين وسيمون وعلاء عبد الخالق وغيرهم الكثير، حتى جاءت موسيقى المهرجانات وبعدها الراب لتغير المشهد الشعري الغنائي، محققة نجاحا مفاجئا أربك شعراء الأغاني التقليديين.

حاول الشعراء التماشي مع العصر وتقديم كلام يلامس حدود المهرجانات، أدى ذلك إلى خلق لون غنائي غير متجانس فلا هو بوب ولا هو راب ولا هو مهرجانات.

فقدت الأغنية هويتها وفقد الشعر هيكلة الشعري المتماسك، مع التركيز والاعتماد على صناعة “الإيفيه” أكثر من أي شيء آخر.

حتى جاء اليوم الذي نرى فيه نقيب الموسيقيين السابق هاني شاكر الذي هاجم تلك النوعية كثيرا، يقدم أغنية “الكبير” الأقرب في كلماتها وشكلها إلى أغاني المهرجانات، لكن بكلام فارغ لا يناسب هاني شاكر ولا أسلوبه وهويته الفنية.

ليس هاني شاكر وحده فهناك غيره ممن سلك نفس الطريق، مثل أحمد سعد وروبي ومحمد منير وميريام فارس والهضبة عمرو دياب.

إلى أين تتجه الأغنية المصرية برأيك؟!

زر الذهاب إلى الأعلى