محلي

مصر تستعد لحالات الطوارئ بشمال سيناء

ترأس محافظ شمال سيناء، محمد عبد الفضيل شوشة،، اللجنة العليا لإدارة الأزمات بالمحافظة، ووجه باستعداد جميع المديريات لأي طوارئ بسبب الأحداث الجارية في قطاع غزة، وخاصة مديريات الصحة والتموين والتعليم والتضامن والإسكان.

الاجتماع جاء بعد يوم من اندلاع المواجهات المسلحة بين كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة «حماس»، والجيش الإسرائيلي، بعدما شنّت «القسام» عمليتها «طوفان اﻷقصى» على مستوطنات غلاف غزة، فجر السبت، والتي رد عليها الجيش الإسرائيلي بقصف عنيف للقطاع ضمن عملية «السيوف الحديدية». وفي حين لا تبدو المواجهة بين الطرفين مرشحة لبلوغ نهاية قريبة، تتابع الإدارة المصرية التطورات باهتمام.

محافظ شمال سيناء، طالب جميع الجهات بحصر الإمكانات المتاحة والتعرف على طاقة المطاحن والمخابز الحكومية والخاصة والأسواق ومحطات الوقود، وكذلك المدارس والوحدات السكنية والأراضي الفضاء، لاستخدامها كأماكن إيواء إذا تطلب الأمر ذلك، بالإضافة إلى تحديد مكان لاستقبال المساعدات الإنسانية والإغاثية التي ستصل المحافظة تمهيدًا لإدخالها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري.

وجّه المحافظ بوقف إجازات وراحات الأطباء وأعضاء هيئة التمريض، والعاملين في القطاع الطبي والصحي والإسعاف والأجهزة الحيوية، وتزويد السيارات الخاصة بهذه الجهات بالوقود اللازم.

وخلال ساعات ليل أمس، وبينما يشاهد سكان الشيخ زويد ورفح المتاخمة لقطاع غزة، رشقات الصواريخ التي تطلقها حركة «حماس» باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، كانت آليات عسكرية ثقيلة تابعة للجيش المصري تتدفق إلى مدينة رفح، بحسب شهود عيان.

مصدر مسؤول في ديوان عام محافظة شمال سيناء، قال إن اجتماع اليوم تضمن عرض خطة سوف تطبقها المحافظة حال صدور تعليمات بذلك من رئاسة الجمهورية، تتضمن نصب خيام في مدينتي الشيخ زويد ورفح مع حصر المباني الحكومية من مدارس ومقرات يمكن استخدامها كمراكز إيواء، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.

وتابع المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه كونه غير مخوّل بالحديث لوسائل الإعلام، أن التعليمات الرئاسية حتى الآن شدّدت على عدم دخول أي فلسطيني إلى مدينة العريش المحاطة بجدار من جميع الجهات مزود بأبراج حراسة، وثلاث بوابات عملاقة عليها ارتكازات مشتركة من الجيش والشرطة.

المصدر أضاف أن من ضمن الخطة أن تقيم القوات المسلحة كردونات أمنية حول الخيام لمنع التسلل، مع إقامة نقاط طبية، موضحًا أن كل خيمة سوف تحتوي على مراتب وبطاطين ومواد إعاشة، فيما سوف يتم الدفع بفناطيس مياه وتوفير وجبات غذائية.

واختتم المصدر حديثه، بالإشارة إلى أنه تم الدفع بـ10 سيارات إسعاف داخل الصالة المصرية لمعبر رفح، فيما تتمركز 20 سيارة أخرى في نقطة «الريسة» شرق العريش، جاهزة للتدخل في أي لحظة.

مصادر قبلية وشهود عيان أكدوا لـ«مدى مصر» أن نقاط الجيش الإسرائيلي الموجودة بمحاذاة الحدود مع مصر أُخليت منذ الأمس، فيما أُغلق معبر رفح الواصل بين مصر وقطاع غزة، وكذلك معبر العوجة، جنوب رفح، وهو المعبر المشترك بين مصر والسلطة الفلسطينية وإسرائيل، وتعبر منه البضائع إلى القطاع، والذي أكد مصدر عامل فيه أن الجيش الإسرائيلي انسحب منه.

المصدر الحكومي ذي الصلة بالملف الفلسطيني، أكد من جانبه أن مصر تجهز أطنانًا من المساعدات لإرسالها لقطاع غزة في حال تفاقم الوضع الإنساني، لافتًا إلى أن «مصر تخشى من كارثة إنسانية لا نعرف سُبل التعامل معها»، مشددًا على أن مصر بدأت استنفارًا أمنيًا على حدودها مع القطاع لأنها لن تسمح باقتحام الحدود.

وفيما تستمر الضربات الإسرائيلية لقطاع غزة، أكد المصدر أن الإدارة المصرية تسعى لتأمين المصريين في القطاع، سواء الدبلوماسيين أو الفرق المشاركة في عمليات إعادة الإعمار، لافتًا إلى وجود خطة إجلاء لهم حال قررت مصر أن الوضع يتدهور بشكل سريع، مشيرًا إلى عدم استهداف إسرائيل للمواقع التي يتواجد بها المصريين.

ورجح المصدر، عدم طرح صفقة تخص الأسرى إلا بعد 72 ساعة، منوهًا إلى أنها قد تكون صفقة جزئية تشمل خروج النساء والأطفال وكبار السن مقابل قائمة تعدها «حماس»، وليس صفقة شاملة لكل الأسرى.

وعن إمكانية التفاوض حول الأسرى برعاية مصرية في القريب، رهن المصدر ذلك بالوضع على الأرض الذي سيحدد إمكانية إرسال مصر وفد دبلوماسي وأمني إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، أو أن تستضيف القاهرة وفودًا من حماس وإسرائيل لبدء جولة مفاوضات غير مباشرة حول الأسرى.

المصدر قال أيضًا إنه من المقرر عقد اجتماع استثنائي للتنسيق اﻷمني بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة خلال الـ72 ساعة المقبلة.

التنسيق المصري لا يقتصر على الجانب الأمني، إذ تنسّق مصر مع اﻷردن وقطر والسعودية لإصدار بيان من الجامعة العربية يتفادى التصعيد، بحسب المصدر، الذي أشار إلى حالة من الاستياء الحكومي والحرج من بيان اﻷزهر الشريف المُحتفي بالمقاومة، أمس.

كان البيان أعقبه إبلاغ مكتب شيخ الأزهر، بشكل غير مباشر، بالحاجة لتبني خطاب لا يشجع على انفلات الأمور، وضرورة التحوط في الخطابات المقبلة، بالإضافة إلى الإعراب عن عدم الارتياح لغلاف جريدة صوت الأزهر، الصادرة اليوم، والتي احتفت بدورها بالمقاومة، بحسب مصدر مطلع على تلك التعليمات، طلب عدم الإفصاح عن هويته.

في المقابل، قال مصدر بوزارة اﻷوقاف إن مكتب الوزير ينسّق حاليًا مع المديريات لتفادي اللغة التصعيدية في خطبة الجمعة المقبلة، فيما يجري تنسيق بين المديريات واﻷجهزة اﻷمنية لضمان إغلاق المساجد عقب الصلوات مباشرة، مع عدم إقامة صلاة الغائب عقب صلاة الجمعة دون ورود تعليمات أمنية.

مصادر من جهات إعلامية تابعة للدولة أوضحت بدورها أن تعليمات الخطوط العامة للتغطية الإخبارية أكدت على التركيز على تاريخ مصر في دعم  القضية الفلسطينية، ودورها في ضمان التهدئة، وأن مصر هي الضامن الحقيقي لاستقرار الإقليم، مع لفت الانتباه إلى تفادي أية عبارات حماسية، أو نقل مقاطع مطوّلة من الجنازات في قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى