عربي ودولي

هآرتس: المعلومات الاستخباراتية عن أنفاق حماس لا يمكن أن تحقق هدف القضاء عليها

قالت صحيفة Haaretz الإسرائيلية إن كل المعلومات التي كانت لدى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عن أنفاق حماس في غزة لا تقترب من حجم وتعقيد هذا المشروع على أرض الواقع، وأضافت أن صورة الحرب الدائرة في غزة أكثر تعقيداً من الصورة التي يعرضها نتنياهو.

حسب تقرير للصحيفة  فقد أصبح من الواضح تدريجياً لجيش الاحتلال أن كل ما عرفته الاستخبارات الإسرائيلية عن نظام الأنفاق الدفاعية التي حفرتها حماس لا يزال أقل بكثير من أن يحقق الهدف. 

إذ يعتمد جزء أساسي من تحقيق النجاح على مسألة أنفاق حماس، لكن وفقاً لمسؤولي الاستخبارات في الغرب وفي إسرائيل، فإن قيادة كتائب القسام لديها القدرة على البقاء في الأنفاق لعدة أشهر. بينما قال وزير دفاع جيش الاحتلال يوآف غالانت إن إسرائيل طوَّرت قدرات تكنولوجية جديدة لمهاجمة الأنفاق. 

فيما زعمت الصحيفة أنه إذا حققت إسرائيل تقدماً كبيراً من شأنه أن يسمح بتدمير أنفاق حماس على نطاق أوسع، فقد تفقد المقاومة الميزة النسبية التي تتمتع بها، وستضطر إلى التعامل مع جيش الاحتلال الإسرائيلي بشروط أقل ملاءمة. وفي سيناريو متفائل، قد تكون هذه هي الخطوة الفاصلة التي تبحث عنها إسرائيل. 

بينما لا يزال مجلس الوزراء وجيش الاحتلال الإسرائيلي يركزان على أولويات الحرب على قطاع غزة، حيث يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بالهجوم. أما الجبهة الشمالية، فرغم الهجمات المكثفة التي يشنها حزب الله، الخصم الأقوى من حماس، فهي تشكل أولوية ثانية. وهناك، تقف إسرائيل في موقف دفاعي. 

كيف يقيّم نتنياهو الحرب؟

من جهته، أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي لم يجد الوقت بعد لتعزية عائلات القتلى في الحرب، ناهيك عن زيارة لاجئي الكيبوتس من غلاف غزة، بياناً صحفياً طويلاً آخر الثلاثاء حول زيارته الاستعراضية لوحدات الجيش الإسرائيلي. 

تقول الصحيفة الإسرائيلية: هذه المرة دُعِيَ جنودٌ ليكونوا بمثابة خلفية للزعيم الذي بدأت شعبيته تُذكِّر بأيام إيهود أولمرت في نهاية حرب لبنان الثانية. 

حيث قال نتنياهو للمقاتلين الذين التقى بهم في قاعدة تساليم: “لن نتوقف. أريد أن أقول لكم إن ما نراه داخل المنطقة، من خلال التقارير التي أتلقاها ومجلس الوزراء الحربي، والتحدث مع القادة والجنود، هو نجاح غير عادي. أقول لكم إن الأمريكيين هنا. لقد جاءوا وشرحوا لنا ما حدث في الفلوجة (في العراق)، وما نحققه يتناسب مع إنجازاتهم”.

كما أضاف نتنياهو: “صحيح أن هناك مشاكل أيضاً، مثل الطائرات المسيَّرة والمدافع المضادة للدبابات، وفي بعض الأحيان تكون هناك خسائر مؤلمة. ولكن بشكل عام، النجاح استثنائي”. 

الوضع أكثر تعقيداً

المحادثات مع قادة الجيش الإسرائيلي، أولئك الذين يقودون العدوان على القطاع نفسه والذين يديرونه على مستوى أعلى منهم، في هيئة الأركان العامة، تكشف عن صورة أكثر تعقيداً قليلاً. 

حسب الصحيفة، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي راضٍ بالفعل، وحتى متفاجئ بشكل سارّ، من المستوى المهني للقوات البرية في الأسبوع الثاني من المناورة البرية في غزة. 

كما زعمت أن تصميم القوات، الروح القتالية، التعاون مع القوات الجوية وأجهزة الاستخبارات – كل هذا يبرز أفضل ما يمكن تحقيقه. ولكن لا يزال السؤال يدور حول مدى استعداد حماس للقتال الآن. 

إذ لا يزال هناك انطباع بأن حماس تفضل في بعض الأماكن ترك رجالها في الأنفاق تحت الأرض، ومواجهة القوات الكبيرة للاحتلال.

“إنهم لا يرسلون سوى فِرَقٍ صغيرة تركز على إطلاق النار من مدافع مضادة للدبابات من مسافة قريبة ومحاولة ربط العبوات الناسفة بالدبابات وناقلات الجنود المدرعة. ومن الممكن أن ترغب حماس في الحفاظ على معظم قوتها بهذه الطريقة” تقول الصحيفة الإسرائيلية.

تغيير طبيعة القتال

في اليومين الماضيين، حدث انخفاض طفيف في كمية إطلاق الصواريخ على وسط إسرائيل. وهناك على الأرجح مزيج من سببين هنا: صعوبة إطلاق صواريخ حماس من شمال قطاع غزة في مواجهة هجوم الجيش الإسرائيلي، والرغبة في ترك ما يكفي من الصواريخ متوسطة المدى للمراحل التالية من القتال. 

علاوة على ذلك، فإن مدة الحرب، مع النطاق الحالي للقوات، ليست غير محدودة. والولايات المتحدة، التي تدعم التحرك الإسرائيلي لهزيمة حماس، تضغط في الوقت نفسه من أجل وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية لفترة أطول، وتشير إلى أنه في المستقبل القريب سوف يكون من الضروري دراسة التغير في طبيعة القتال. 

فيما تريد القيادة الجنوبية عدة أشهر أخرى لاستكمال العملية، لضرب حماس بشكل رئيسي في شمال قطاع غزة ومسح هذه المناطق بدقة بهدف ضرب حماس ونزع سلاحها. 

تتحدث الإدارة الأمريكية مع إسرائيل عن تعديل الصيغة مستقبلاً: سحب معظم القوات من قطاع غزة والتحول إلى أسلوب الغارات التي تستهدف تشكيلات حماس، في شمال القطاع وربما في مناطق أخرى أيضاً. 

ما هو الواقع الذي ينوي الجيش الإسرائيلي توضيحه في اليوم التالي؟ الإجابات لا تزال غير واضحة بما فيه الكفاية. والفكرة هي أن القوة العسكرية والتنظيمية لحماس يمكن تفكيكها، وليس تدميرها بالكامل، لأنه من المستحيل تدمير فكرة أو أيديولوجيا. 

لكن الفكرة هي أن استمرار الهجمات المكثفة على حماس سيؤدي في النهاية إلى التغيير؛ وأن الضغط المتزايد على تشكيلاتها الشمالية، وفقدان أصولها العسكرية، سيعزز ترتيباً مستقبلياً تشارك فيه قوى عربية ودولية، مع إخراج حماس من اللعبة السياسية على الساحة الفلسطينية. 

تقول الصحيفة الإسرائيلية: “إنها خطة غامضة إلى حد ما، ومليئة بالفجوات، لكنها على الأقل تتطرق إلى هذه الأسئلة. ونتنياهو يرفض التحدث مع الأمريكيين حول النتائج النهائية”.

زر الذهاب إلى الأعلى