ترجمات

ذا كونفرزيشن: تحديات اقتصادية وإنسانية تواجه السيسي في الانتخابات الرئاسية

كشف الكاتب جيليان كينيدي، المحاضر في السياسة والعلاقات الدولية، بجامعة ساوثهامبتون، عن مجموعة من التحديات التي تواجه السيسي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، وذلك في مقال له نشره موقع ذا كونفرزيشن الأسترالي.

وقال ” كينيدي” إن الصراع المرير بين إسرائيل وحماس لم يكن ليأتي في وقت أسوأ لمصر من هذا الوقت؛ ذلك أن عبد الفتاح السيسي، الرجل العسكري القوي السابق الذي استولى على السلطة في عام 2013 وسط تداعيات الربيع العربي المضطربة، يواجه انتخابات عامة في ديسمبر، وسط مشاكل اقتصادية وكارثة سياسية وإنسانية على حدود بلاده.

وأوضح الكاتب أن السيسي يترأس في الوقت الحالي ما يقول معظم الخبراء إنه أسوأ اقتصاد في المنطقة، وقد بلغ التضخم السنوي أعلى مستوى تاريخي عند 38% في سبتمبر، ويبلغ معدل البطالة بين الشباب حاليا 17%.

وفي ظل هذه الخلفية غير المستقرة، سيتعين على السيسي النضال من أجل إعادة انتخابه، وفقًا للكاتب الذي يقول إن المرء قد يعذر من يفترض أن الأمر سيكون مجرد تمرين للسيسي، إذ يحكم السيسي مصر بقبضة حديدية منذ الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين في الانقلاب الوحشي في يوليو 2013.

ولم تكن أي انتخابات حرة ونزيهة منذ ذلك الحين، وسُحقت وسائل الإعلام المستقلة في مصر في السنوات الأخيرة، وقُمعت أحزاب المعارضة أو استُميلت، في حين ينظر المجتمع المدني ــ الذي كان في السابق مجالًا سياسيًا حيويًا ــ إلى دكتاتورية مبارك بدرجة من الحنين إلى الماضي.

في البداية -ولأول مرة منذ تولى السيسي السلطة- بدا الأمر كما لو أنه سيواجه معارضة ذات مصداقية، وصنع النائب السابق أحمد طنطاوي، مرشح الحركة المدنية الديمقراطية، اسما لنفسه كنائب في البرلمان من خلال انتقاده العلني للسيسي في البرلمان وعدم مشاركته في الحوار الوطني.

ونوّه الكاتب إلى أن حملة طنطاوي اكتسبت زخمًا بدعم من اليساريين البارزين والعلمانيين وحتى بعض قادة الإخوان في المنفى، الذين اجتذبهم موقف طنطاوي بشأن إطلاق سراح السجناء السياسيين، لكن طنطاوي سحب ترشيحه في 13 أكتوبر، قائلًا إن البلطجية الموالين للحكومة يمنعون الناس من تسجيل توكيلاتهم لدعم ترشيحه.

ويرى الكاتب أنه وإذا لم تكن حملة طنطاوي الفاشلة تشكل تهديدًا مباشرًا للسيسي، فإن شعبية طنطاوي تمثل تحولًا هيكليًا في السياسة المصرية. لقد تعامل السيسي تعاملًا سيئًا للغاية مع المشاكل الاقتصادية في مصر في السنوات الأخيرة، مما جعله عرضة للخطر.

ومع اقتراب الحرب في غزة من عتبة السيسي، يواجه النظام عملية توازن صعبة، فإسرائيل عازمة على تأمين حدودها مهما كانت العواقب، ومع ذلك، فإن التداعيات التي يواجهها السيسي في الداخل يمكن أن تؤدي إلى استعداء نقاط الضعف المحلية.

وأضاف الكاتب أن صورة الآلاف من سكان غزة الذين يموتون بينما تظل حدود رفح المصرية مغلقة يمكن أن تكون ضارة للغاية للنظام.

ويتعين على السيسي أن يكون حذرا، نظرا لعلاقته الوثيقة مع الحكومة الإسرائيلية، وفقًا للكاتب، وكانت مصر طرفًا في الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 16 عامًا على غزة، حيث فرضت رقابة مشددة على معبر رفح الحدودي.

ولكن مع اقتراب موعد الانتخابات، فإن السيسي يحتاج الآن إلى استرضاء الجمهور المصري الذي يتعاطف مع محنة سكان غزة، وقد أثار انتقادات واسعة النطاق من المعارضين الذين يقولون إن إدارته تنظم احتجاجات مدبرة للاستفادة من التعاطف العام مع الفلسطينيين مع ارتفاع عدد القتلى في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ويرى الكاتب أن تعامل السيسي مع إخفاقات الاقتصاد المنهار شيء،  واستيعاب الجمهور المقهور الذي يشاهد مذبحة حقوقية على حدود مصر شيء مختلف تمامًا. وإذا استمر نظام السيسي في السماح بحدوث ذلك تحت عينه، فسيكون لدى المعارضة ذخيرة أكثر مما كانت تمتلكه منذ سنوات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى