بلومبرج: الهدنة لن تنهي الحرب في غزة.. لكن قد تغير مسارها
سلطت وكالة “بلومبرج” الضوء على الهدنة المتوقع تنفيذها بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية خلال الساعات القادمة، مشيرة إلى أن “وقع الأسلحة سيهدأ، وسيصل الغذاء والدواء إلى من هم في أمس الحاجة إليه، وسيتم تبادل الرهائن بالسجناء. وقد يبدو ذلك بمثابة بداية عملية لإنهاء الحرب الوحشية المستمرة منذ 6 أسابيع بين إسرائيل وحماس، والتي حولت قسماً كبيراً من غزة إلى أنقاض. لكن ذلك ليس مؤكدا”.
وذكرت الوكالة الأمريكية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أوضح ذلك قبل وقت قصير من موافقة حكومته في وقت مبكر من يوم الأربعاء على الصفقة، قائلا: “نحن في حالة حرب وسنواصل الحرب”.
وأضافت أن كلمات نتنياهو تشير إلى خيبة الأمل التي تخبئها العديد من الدول في العالم العربي وأوروبا، والتي كانت تحث على وقف إطلاق النار على المدى القصير على أمل أن يؤدي ذلك إلى شيء أكثر ديمومة.
أما بالنسبة للولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لإسرائيل، فإن موقفها مختلف بعض الشيء، إذ انضمت واشنطن إلى الدعوات لوقف القتال لكنها أدركت أن القتال من المرجح أن يستأنف، ولذا فهي تريد فقط أن تدير إسرائيل الحرب بمزيد من ضبط النفس عندما يحدث ذلك.
معظم العالم يطلب من إسرائيل ببساطة أن تتوقف عن الحرب، ومع نزوح أكثر من ثلثي سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة من منازلهم، ومقتل نحو 14 ألف شخص، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، فقد أثارت الحملة الإسرائيلية للقضاء على حماس قلقاً متزايداً.
وبعد أن تم الاتفاق على وقف القتال في إطار هدنة، يقول بعض الدبلوماسيين إن من الممكن أن يتبع ذلك وقف آخر.
وفي السياق، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان: “آمل أن يكون الاتفاق أساسًا لفترات توقف طويلة ثم الانتقال إلى وقف إطلاق النار”.
وحثت الولايات المتحدة على وقف المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الأسرى، ولكن ليس على أمل إنهاء الأعمال الحربية بسرعة.
وكانت وجهة نظر إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، هي أن إسرائيل تحتاج إلى “القتال بعناية أكبر”، من أجل تدمير حماس، وهو الهدف الذي تقول الولايات المتحدة إنها تشاركها فيه، ما قد يعني القتال لفترة أطول.
وقال 4 مسؤولين أمريكيين كبار، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، إن واشنطن أبلغت إسرائيل أن قتل عدد كبير للغاية من المدنيين الفلسطينيين سيجعل من الصعب مواصلة الحملة ضد حماس حتى نهايتها.
وأعرب بعض الإسرائيليين عن قلقهم من أن وقف إطلاق النار لمدة 4 أيام يمكن أن يسبب مشكلات لدولتهم، خاصة أن قسماً كبيراً من الحياة في إسرائيل معلق بشكل أساسي، والاقتصاد يعاني مع وجود مئات الآلاف في الخدمة الاحتياطية.
وقد تخلق بضعة أيام خالية من القتال الرغبة في المزيد من الهدن، وقد تؤدي إلى إبطاء الزخم العسكري.
وفي السياق، أشارت “بلومبرج” إلى أن المحلل الإسرائيلي، يوسي يهوشوع، كتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، أن “الجنود في الميدان الذين هم في قمة الجهد الهجومي المنجز للغاية سيدخلون في وضع ثابت. وسيتعين على القادة أن يمنعوهم من الإهمال أو الرضا عن النفس”.