ستراتفور: قد يسعى السيسي لتعيين نجله خلفا له في الحكم
نشر مركز «ستراتفور» للدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريرًا يستشرف الآفاق السياسية والاقتصادية لمصر في ظل ولاية ثالثة متوقعة للسيسي في السلطة.
ويتوقع المركز الأمريكي أن إعادة انتخاب عبد الفتاح السيسي، المتوقعة على نطاق واسع، ستمنحه الحرية لمواصلة الإصلاحات الاقتصادية والعلاقات العملية مع إسرائيل، فضلًا عن التدابير الرامية إلى تنمية قطاعي السياحة والطاقة في البلاد.
ومن المرجح جدًا أن يفوز السيسي بولاية ثالثة في الانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في مصر في الفترة من 10 إلى 12 ديسمبر وذلك بفضل حملة القمع الشاملة التي تشنها حكومته على مرشحي المعارضة وأنصارها، إلى جانب ترسيخها حواجز إدارية، الأمر الذي أدى إلى إثناء المرشحين المحتملين عن الانضمام إلى السباق الانتخابي.
ويحتفظ السيسي بدعم المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لكنه فقد بعض الدعم بين الناخبين المصريين وسط الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في البلاد، ومن شأن الفوز بإعادة انتخابه بفارق كبير أن يُمكِّن السيسي من الادعاء بأن لديه تفويضًا شعبيًا لسن السياسات التي تعهد باتباعها خلال فترة ولايته الثالثة، بما في ذلك الإصلاحات المؤلمة المحتملة لتحقيق الاستقرار في اقتصاد البلاد المنهك.
ويلفت التقرير إلى أن برنامج حملة السيسي يركز على الأمن القومي والتنمية، وتظهر التعليقات الأخيرة للرئيس بعض التناقض بشأن الصعوبات المالية التي يواجهها المواطنون المصريون، فضلًا عن الاستعداد لتنفيذ إجراءات تقشفية مؤلمة.
ويتوقع التقرير أن تحافظ مصر على علاقات عملية مع إسرائيل حتى في حالة نشوب حرب ممتدة في غزة، ومن المرجح أن تزيد تجارة الطاقة مع البلاد بعد انتهاء الصراع في نهاية المطاف.
وعلى الرغم من الدعم الشعبي المصري القوي للقضية الفلسطينية، ستحافظ القاهرة على علاقات عملية مع إسرائيل لتسهيل نمو قطاع الطاقة في مصر، والذي يتضمن زيادة واردات الغاز الطبيعي الإسرائيلي لتصديره كغاز طبيعي مسال.
وستواصل إدارة السيسي أيضًا التعاون في المبادرات المشتركة القائمة مع إسرائيل، مثل أمن الحدود، وتسهيل المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى غزة، والتجارة الثنائية. وستنضم القاهرة إلى الدول العربية في المفاوضات وخطط ما بعد الحرب للحكم في غزة وستتخذ نهجًا عمليًا بسبب حدودها المشتركة مع إسرائيل.
وبالإضافة إلى ذلك، ستدعم مصر خطط ما بعد الحرب للحكم في غزة والتي تقلل من احتمالات نشوب مزيد من القتال وتعزيز الأمن الإقليمي من خلال اقتراح إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح أو دولة تتمتع بقوة أمنية دولية مؤقتة. ومن المرجح أن تؤجل مصر توقيع أي اتفاقيات اقتصادية إضافية مع إسرائيل إلى ما بعد الحرب لمنع الاضطرابات الداخلية بين سكانها المؤيدين للفلسطينيين والتي يمكن أن تتحول إلى احتجاجات أوسع مناهضة للحكومة.
ومع ذلك، إذا أدت الحرب بين حماس وإسرائيل إلى نزوح جماعي للفلسطينيين أو إلى وضع حكم لا يتمتع فيه الفلسطينيون في غزة بدرجة من الحكم الذاتي، فسوف تضطر القاهرة إلى تعزيز حدودها مع إسرائيل، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى توتر العلاقات الثنائية، لكن من غير المرجح أن تقوم مصر بأي عمل عسكري ضد إسرائيل.
كما سيعمل السيسي إما على تمديد فترة حكمه من خلال إصلاح دستوري آخر، أو ترسيخ إرثه من خلال خليفة يجري اختياره بعناية، وبعد الإصلاح الدستوري في عام 2019 الذي مكنه من الترشح لولاية ثالثة، من المرجح أن يبحث السيسي عن طرق إضافية للبقاء في السلطة.
من المرجح أن تؤدي حملات القمع التي تشنها إدارة السيسي على المعارضة السياسية إلى منع أي احتجاجات حاشدة إذا سعى إلى تمديد قبضته على السلطة، ولكن مثل هذه الاضطرابات يمكن أن تحدث إذا تدهورت الظروف الاقتصادية تدهورًا كبيرًا، وبدلًا من ذلك على الرغم من أنه أقل احتمالًا، قد يقوم السيسي بتعيين خليفة له، على الأرجح نجله محمود السيسي، لتنفيذ السياسات التي سنها خلال إدارته.