عربي ودولي

صحيفة فرنسية: إسرائيل خدعت العالم لتنفيذ مخططها الانتقامي في غزة

قالت صحيفة ليبراسيون الفرنسية إن التقييم شبه النهائي، بعد شهرين من الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية حماس على إسرائيل، يؤكد أن بعض “الفظائع” المزعومة التي تم نقلها أحيانا على عجل ووصلت أعلى المستويات للحصول على الدعم الدولي لتل أبيب لم تحدث مطلقا.

واستعادت الصحيفة -في تحقيق لها تفاصيل الأعمال التي تم تصوير معظمها يوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، بعد أن أصبحت النتائج النهائية لما حدث معروفة تقريبا.

ولاحظ قسم التحقق من الأخبار بالصحيفة وجود العديد من القصص والشهادات غير المؤكدة أو غير المتسقة، وقد أكدت البيانات المتاحة أن بعض “الفظائع” الموصوفة في البداية لم تحدث، ويتعلق معظم هذه الشهادات الكاذبة بمزاعم إساءة معاملة الأطفال، التي كانت في قلب حملة العلاقات العامة التي بدأتها إسرائيل قبل شهرين.

وتساءلت الصحيفة هل قام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو وزارة الخارجية أو زوجة الرئيس إسحاق هرتسوغ، بنشر الأكاذيب عن عمد في أحاديث دبلوماسية على أعلى المستويات، بهدف حشد الدعم للرأي العام الدولي؟

وقالت الصحيفة إنه وبعد 3 أيام من انطلاق معركة طوفان الأقصى، سمح الجيش الإسرائيلي لصحفيين أجانب بالدخول إلى كيبوتس كفار عزة الواقع على بعد أقل من كيلومتر من قطاع غزة، وهناك ذكرت نيكول زيديك مراسلة القناة الإسرائيلية 24 أن أحد القادة هنا قال إن ما لا يقل عن 40 طفلا قتلوا، وأضافت أن بعضهم قطعت رؤوسهم، وقال إنه لم ير مثل هذه الأعمال الوحشية من قبل.

غير أن هذه المعلومات تتعارض الآن مع الأرقام، لأن الشرطة الإسرائيلية أبلغت معهد التأمين الوطني الإسرائيلي الذي تعتبر إحصاءاته بمثابة مرجع اليوم، بأسماء أصحاب 789 جثة لمدنيين تم التعرف عليها عدا قوات الأمن، وتم العثور على طفل واحد فقط بين المدنيين الذين قتلوا يوم 7 أكتوبر الماضي.

وفي ضوء المعلومات المتوفرة لدى الصحيفة، بدا أن العديد من التصريحات التي أعقبت الهجوم، بالإضافة إلى كذبة الأطفال الـ40 “غير دقيقة أو كاذبة.

ويمكن تفسير بعض ذلك بالفوضى التي أعقبت الهجوم وحجم الدمار والجثث التي لم يتم التعرف عليها، ولكن بعضها الآخر كان مجرد “اختراعات محضة”، لا علاقة لها بالحقائق المثبتة ولا ترتبط بها على الإطلاق، وفق التقرير.

وبحسب الصحيفة، ترجع جذور أغلب التصريحات الكاذبة المتعلقة بالرضع أو الأطفال الصغار إلى كيبوتس كفار عزة حيث ولدت كذبة الـ40 طفلا وقد جاء بعضها من مصادر عسكرية، حيث روى العقيد غولان فاخ، قائد وحدة الإنقاذ الوطني التابعة للجيش الإسرائيلي، لوفد من البرلمانيين الفرنسيين إنه نقل بنفسه جثث الأطفال المقطوعة الرأس، وهذه القصة تتناقض اليوم مع التقييمات.

وقد تم تصوير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وهو يتحدث عبر الهاتف مع الرئيس الأميركي جو بايدن، ويقول أخذوا عشرات الأطفال وقيدوهم وأحرقوهم وأعدموهم، وهذه القصة تتناقض مع ما نعرفه اليوم، حيث قُتل 10 من عمال المناجم في بئيري

وخلصت الصحيفة إلى أن هذه الحملة التي همست في آذان القادة السياسيين، وتمت صياغتها على شبكات التواصل الاجتماعي وفي أوساط الصحفيين، كانت تهدف إلى حشد ثم تعزيز دعم الرأي العام الإسرائيلي والدولي للأعمال الانتقامية العنيفة في غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى