ترجمات

المعهد الإيطالي للدراسات السياسية: هذا ما ينتظر السيسي في ولايته الثالثة

قال المعهد الإيطالي للدراسات السياسية والدولية إن عبد الفتاح السيسي سيواجه خلال ولايته الثالثة المرتقبة تحديات وتعقيدات غير مسبوقة على صعيد الأزمة الاقتصادية والصراعات في دول الجوار والموازنة بين تحالفات دولية متعددة.

وقال الكاتب الصحفي عادل عبد الغفار في تحليل له بالمعهد  إن مصر لا تزال تواجه تحديات اقتصادية عميقة وهيكلية أدت إلى تراجع قيمة الجنيه، وخلال ولايتي السيسي منذ عام 2014، انخرطت مصر في موجة من الاقتراض ضاعفت ديونها الخارجية أربع مرات، وتحتاج إلى أكثر من 28 مليار دولار للوفاء بالتزامات ديونها في عام 2024 وحده.

وأشار “عبد الغفار” إلى أن الدول الخليجية، التي دعمت السيسي بقوة خلال ولايتيه الأوليين، لن تقدم مساعدات اقتصادية على بياض، بل تسعى للحصول على عوائد على استثماراتها في مصر.

و بينما يحاول السيسي وحكومته التعامل مع التحديات الاقتصادية المحلية، يتعين عليهم أيضا التعامل مع مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية المتزايدة التعقيد.

وأضاف أنه في الجوار المباشر لمصر، توجد تحديات متعددة و هي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والانتقال السياسي المتعثر في ليبيا منذ أكثر من عقد، والحرب الأهلية في السودان.

واعتبر أن الإبادة الجماعية المستمرة والكارثة الإنسانية التي تتكشف في غزة هي التحدي الأمني والسياسة الخارجية الأكثر إلحاحا في مصر.

كما أوضح أن مصر عملت على إعادة معايرة سياستها الخارجية وتنويع تحالفاتها بما يتجاوز شركائها التقليديين في الغرب، أي الولايات المتحدة وأوروبا وأنها في سبيل ذلك وقَّعت مع الصين في عام 2014 اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة، وتعمق التعاون بينهما على مدى العقد الماضي في مجالات بينها الدفاع والتجارة والتكنولوجيا، مع دمج منطقة قناة السويس ضمن مبادرة الحزام والطريق الصينية.

كما تتعمق العلاقات المصرية الروسية، خاصة في مجال التعاون الدفاعي، وتعد روسيا مصدرا رئيسيا للأسلحة إلى مصر، التي تعد رابع أهم سوق لموسكو بعد الهند والصين والجزائر، بخلاف السعي إلى بناء علاقات قوية مع الهند، ووقعتا في عام 2023 إعلانا مشتركا للارتقاء بالعلاقات إلى شراكة استراتيجية.

وتابع: في الجوهر، ستتطلب الولاية السيسي الثالثة إجراء توازن دقيق على جبهات متعددة، من التعافي الاقتصادي وحل الصراعات الإقليمية، إلى التنقل في شبكة معقدة من التعددية القطبية، و سيتوقف نجاح إدارته على القدرة على التكيف، والبراعة الدبلوماسية، والقدرة على اغتنام الفرص وسط الاضطرابات، لضمان استقرار مصر في مشهد إقليمي وعالمي دائم التطور.

زر الذهاب إلى الأعلى