الحالة الصحية لقائد القسام تتعارض مع تقييمات المخابرات الإسرائيلية
زعمت صحيفة معاريف أن الجيش الإسرائيلي حصل على مواد رقمية تظهر أن قائد كتائب القسام محمد الضيف بصحة جيدة، بخلاف تقديرات استخباراتية إسرائيلية سابقة بشأن وضعه الصحي.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن هذه الوثائق الرقمية تظهر فشلاً استخباراتياً جديداً، وذلك بعد سنوات من غموض الحالة الصحية له، وتقارير استخباراتية سابقة بأنه فقد بعض أطرافه ويتحرك على كرسي.
وتُظهر مقاطع الفيديو محمد الضيف وهو يمشي على قدميه ويعرج بشكل خفيف، وفي فيديو آخر يجلس في مكان آخر، ما يشير إلى أن حالته الصحية جيدة.
وكانت التقديرات الاستخباراتية في السنوات الماضية تتحدث عن أن الضيف أُصيب إصابات بالغة، أفقدته بعض أطراف، لكن الفيديو وفقاً للصحيفة يظهر أنه لا يستخدم كرسياً متحركاً، ويحرك يديه.
وذكرت الصحيفة أن الضيف نجا من سبع محاولات اغتيال سابقة، وأصيب في بعض منها بجروح خطيرة، لكنه بخير وبحالة صحية جيدة، وقادر على المشي بمفرده، وذلك يتعارض مع التقييمات الاستخباراتية في السنوات الماضية، التي كانت تقدّر بأنه لا يستطيع التنقل إلا بسيارة الإسعاف أو الكرسي المتحرك، ويعاني من صعوبات وظيفية في جسده.
وقلما يتحدث الضيف، ولا يظهر أبداً علناً، وكان آخر تسجيل صوتي له في 7 أكتوبر 2023، حيث أعلن عملية “طوفان الأقصى”، والتي أسفرت عن مقتل واعتقال عدد كبير من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين.
وقال الضيف في كلمة مسجلة إن “طوفان الأقصى” تأتي في “ظل الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، والتنكّر للقوانين الدولية، وفي ظل الدعم الأمريكي والغربي والصمت الدولي”.
من هو قائد كتائب القسام محمد الضيف؟
ينتمي الضيف للجيل الأول والثاني من قيادات حركة حماس، الذين تعرَّض كثير منهم للاغتيال، وعلى مدار 30 عاماً فشل الاحتلال الإسرائيلي في الوصول إليه.
وشخصية الضيف، الذي وُلد في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، محاطة بالغموض، ولم يظهر إلى العلن، وكان في آخر ظهور له “ملثماً” في عام 2002، وصورة وجهه غير معروفة، ولكن الاستخبارات الإسرائيلية تعتمد فقط على صور قديمة له.
واعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلية عام 1989، وقضى 16 شهراً في سجونها، وبقي موقوفاً دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس، وتزامن خروجه من السجن مع تأسيس كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
واعتقلته السلطة الفلسطينية، في مايو 2000، لكنه تمكَّن من الفرار مع بداية انتفاضة الأقصى التي عُدّت محطة نوعية في تطور أداء الجناح العسكري لحماس.
حاولت المخابرات الإسرائيلية مراراً تصفيته، لكنها فشلت كل مرة، وبررت فشلها بأنه هدف يتمتع بقدرة بقاء غير عادية، ويحيط به الغموض، ولديه حرص شديد على الابتعاد عن الأنظار.
وكانت إحدى محاولات اغتياله في سبتمبر عام 2002، ونجا منها بأعجوبة، حيث فشلت صواريخ طائرات “الأباتشي” في اغتياله، رغم أنها أصابت السيارة التي كان داخلها، وأدى الحادث إلى استشهاد اثنين من مرافقيه.
وفي العدوان على قطاع غزة عام 2014 أخفق الاحتلال الإسرائيلي في اغتيال الضيف، حينما قامت طائرات الاحتلال يوم الثلاثاء 19 أغسطس 2014، بتدمير منطقة سكنية في حي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد زوجته الثانية وأحد أطفاله.