عربي ودولي

يديعوت أحرونوت: بدون استراتيجية واضحة لن تكسب إسرائيل الحرب

نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت مقالًا للكاتب نداف إيال  ينتقد فيه غياب استراتيجية واضحة لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو الأمر الذي سيتسبب في فشل هدفه المعلن

ويقول الكاتب إنه لا يعرف حتى الآن كيف سينتصر الجيش الإسرائيلي في الحرب في غزة، لكن هذا الأسبوع، بعد التحدث مع مصادر سياسية وأعضاء في الأجهزة الأمنية، من الواضح كيف يمكن للحكومة أن تفوت فرصة تحقيق النصر، وبعبارات بسيطة يمكن للجيش الإسرائيلي كسب المعركة ولكن الحكومة ستخسر الحرب.

ويرى الكاتب أنه لا يمكن القضاء على سيطرة حماس على قطاع غزة دون التعامل مع التهريب على طول الحدود مع مصر على مسافة 14 كيلومترًا من ممر فيلادلفيا، أو دون حل كتائب حركة حماس القوية في مدينة رفح الحدودية.

وطالما أن الحدود المصرية معرضة للاختراق، يمكن لحماس إعادة إمداد قواتها بالأسلحة، ويمكن لقادتها أيضًا الهروب أو ما هو أسوأ، وأخذ الرهائن من القطاع إلى أي مكان في العالم، لكن للتعامل مع هذا التحدي، تحتاج إسرائيل إلى موافقة مصر، بينما تطالب القاهرة أولًا بمعرفة خطط إسرائيل المستقبلية لغزة.

في الواقع، لا تنتظر مصر فقط خطط إسرائيل، لكن الولايات المتحدة والسعودية وحتى الجيش الإسرائيلي ينتظرون جميعًا أن تكشف الحكومة عما تنوي القيام به، ويجب أن يتبع النجاح العسكري نظام غزي وإقليمي جديد وهذه مسألة عملية ملحة.

ويلفت الكاتب إلى ضرورة معرفة ومناقشة من سيقوم بإدارة غزة وتحمل مسؤولية السكان الذي يعيشون فيها في اليوم التالي من الحرب، مشيرًا إلى أن إسقاط حماس كان يستلزم من البداية وقبل دخول أول دبابة رؤية واضحة لما يجب القيام به.

ومن هذه الرؤية كان يجب أن تعرف إسرائيل أن نظام حماس يجب أن يُستبدل بنظام آخر حاكم: إسرائيل أو السلطة الفلسطينية أو هيئة دولية أو حتى حكومة مكونة من مواطنين غزيين.

ويقول الكاتب إن حماس لا تزال تسيطر على القطاع وتدير شؤونه وتفرض الضرائب ولا تزال قادرة على تهريب البضائع من رفح المصرية والتواصل معها عبر الحدود، مضيفًا أن رئيس المخابرات المصرية سافر إلى رفح المصرية الأسبوع الماضي، حيث تمكن من التحدث مباشرة إلى رئيس حماس يحيى السنوار، عبر خط هاتفي.

وقال نتنياهو مؤخرًا إن إسرائيل ستتمتع بالسيطرة الأمنية على القطاع وأن الجيش سيكون قادرًا على شن غارات للقضاء على التهديدات الإرهابية. لكن قول ذلك سيكون أسهل من فعله ولن يحل مشكلة الحكم هناك. ولن تؤدي السيطرة الأمنية العسكرية إلى نزع التطرف عن السكان أو تجريدهم من السلاح، وهي أهداف نتنياهو المعلنة.

يبدو أن نتنياهو قد استيقظ أخيرًا على المشكلة وأصدر تعليمات للأجهزة الأمنية لفحص ما إذا كانت هناك جماعات غزية محلية، وعائلات مسلحة كبيرة على سبيل المثال، يمكن استخدامها لتقديم الطعام والخدمات بدلًا من حماس، كما هو معتاد ولكن هذا قليل جدًا ومتأخر جدًا.

ومع اقتراب الحملة من مرحلتها الثالثة، التي ستشهد قتالًا أقل حدة، ما الذي سيدفع الفلسطينيين لإدارة ظهورهم لحماس، التي لا تزال تحافظ على قدراتها العسكرية وبعيدة عن الهزيمة؟ ولماذا توافق حماس بالأساس على التفاوض على إطلاق سراح الرهائن؟ يعتقد السنوار أنه قادر على النجاة من الحرب والبقاء تحت الأرض، حتى ولو كان الجيش الإسرائيلي فوقها.

زر الذهاب إلى الأعلى