الجارديان: سماسرة معبر رفح يتاجرون بدماء الفلسطينيين في غزة
كشف تحقيق نشرته صحيفة الجارديان البريطانية عن دفع الفلسطينيين لمبالغ تُقدر بآلاف الدولارات وذلك للخروج من قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.
وتقول الصحيفة إن الفلسطينيين الذين يأملون في مغادرة غزة يدفعون رشاوى لسماسرة تصل قيمتها إلى 10 آلاف دولار لمساعدتهم على الخروج من المنطقة عبر مصر، وفقًا لتحقيق أجرته الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن قلة قليلة من الفلسطينيين تمكنوا من مغادرة غزة عبر معبر رفح الحدودي، لكن أولئك الذين يحاولون إدراج أسمائهم في قائمة الأشخاص المسموح لهم بالخروج يوميًا يقولون إنهم يُطلب منهم دفع «رسوم تنسيق» كبيرة من جانب شبكة من السماسرة الذين لديهم صلات مزعومة بأجهزة المخابرات المصرية.
ونقلت الصحيفة عن رجل فلسطيني في الولايات المتحدة قوله إنه دفع 9000 دولار قبل ثلاثة أسابيع لإدراج زوجته وأطفاله في القائمة، وفي يوم السفر قيل له إن أسماء أطفاله غير مدرجة وسيتعين عليه دفع 3000 دولار إضافية.
وقال إنه أمر محبط ومحزن للغاية، إنهم يحاولون استغلال الأشخاص الذين يعانون والذين يحاولون الخروج من الجحيم في غزة. ولم تغادر عائلته القطاع بعد.
وتشير الصحيفة إلى أن شبكة من السماسرة، مقرها القاهرة، تعمل حول حدود رفح لمساعدة الفلسطينيين على مغادرة غزة لسنوات، لكن الأسعار ارتفعت منذ بداية الحرب، من 500 دولار لكل شخص.
وتحدثت صحيفة الجارديان إلى عدد من الأشخاص الذين قيل لهم إنه سيتعين عليهم دفع ما بين 5000 دولار و 10000 دولار لكل منهم لمغادرة القطاع، مع إطلاق البعض حملات تمويل جماعي لجمع الأموال. وقيل للآخرين إن بإمكانهم المغادرة أسرع إذا دفعوا أكثر.
وقال كل من جرت مقابلتهم إنهم تواصلوا مع السماسرة من خلال الاتصالات في غزة، وتُسدد المدفوعات نقدًا، أحيانًا من خلال وسطاء مقيمين في أوروبا والولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المواطن الأمريكي من غزة “بلال بارود” أبلغوه بأنه سيحتاج إلى دفع 85 ألف دولار لإخراج أفراد الأسرة البالغ عددهم 11 شخصا من غزة عبر معبر رفح، بينهم خمسة أطفال دون سن الثالثة.