نيويورك تايمز: أنفاق غزة أذهلت أمريكا وإسرائيل وتعطيلها يحتاج لسنوات
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن نطاق وعمق وجودة الأنفاق التي بنتها حركة المقاومة الفلسطينية حماس في قطاع غزة، بل وحتى بعض الآلات التي تم استخدامها في عملية البناء؛ أذهلت المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين على حد سواء.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد الأنفاق كان واسعا إلى درجة أنه يمكن قيادة سيارة بداخله، كما امتدت أنفاق أخرى بطول ثلاثة ملاعب كرة قدم تقريبًا، كما عثر جيش الاحتلال الإسرائيلي على سلم حلزوني يؤدي إلى نفق يبلغ عمقه حوالي7 طوابق.
وذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي بات يعتقد الآن أن هناك الكثير والكثير من الأنفاق تحت غزة، مشيرة إلى أن التقديرات الإسرائيلية تتحدث عن وجود ما يقرب من 5700 فتحة منفصلة تؤدي إلى الأنفاق
وأوضحت أن التقديرات الإسرائيلية الحالية تعكس فشلا استخباراتيا ذريعا بشأن التقييمات السابقة لأنفاق غزة، ففي اجتماع عقد في يناير الماضي، قال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير إن الأنفاق لن تكون حتى عاملا في أي حرب مستقبلية مع حماس بسبب القوة العسكرية الإسرائيلية
وفي ديسمبر تم تقييم شبكة أنفاق حماس في غزة بحوالي 250 ميلاً، بينما قدر كبار مسؤولي الدفاع الإسرائيليين، الذين تحدثوا للصحيفة أن الشبكة تتراوح حاليًا بين 350 و450 ميلًا – وهي أرقام غير عادية لمنطقة تبلغ أطول نقطة فيها 25 ميلًا فقط
ونقلت الصحيفة عن آرون جرينستون، المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية قوله إن حماس استغلت وقتها وسخرت مواردها على مدار الـ15 عاما الماضية لتحويل غزة إلى قلعة.
وقالت دافني ريتشموند باراك، خبيرة حرب الأنفاق في جامعة رايخمان في إسرائيل إنه إذا كنت تريد تدمير قيادة حماس وترسانتها العسكري، فعليك تدمير الأنفاق، معتبرة أن الأنفاق أصحبت مرتبطة بكل جزء من المهام العسكرية الإسرائيلية.
وذكرت الصحيفة أن حماس استثمرت بكثافة في الأنفاق لأنها لا تملك الموارد أو الأعداد اللازمة لمحاربة الجيش الإسرائيلي في حرب تقليدية، إذ يتم استخدام الأنفاق كقواعد عسكرية وترسانات، كما يتم الاعتماد عليها لتحريك المقاتلين دون أن يتم كشفهم فضلا عن حماية كبار القادة.
ووفق الصحيفة فقد أظهرت وثيقة في عام 2022، تخصيص حماس ميزانية قدرها مليون دولار لأبواب الأنفاق وورش العمل تحت الأرض ونفقات أخرى في خان يونس.
وبحسب الصحيفة فقد قدر مسؤولو المخابرات الإسرائيلية مؤخرًا، أن هناك حوالي 100 ميل من الأنفاق أسفل خان يونس، أكبر مدينة في جنوب غزة، حيث تخوض القوات الإسرائيلية الآن قتالاً عنيفًا في المدينة التي كان قائد حماس في غزة يحي السنوار يملك فيها منزلا.
ونقلت الصحيفة عن جندي إسرائيلي، قوله إنه أشرف على تدمير حوالي 50 نفقًا في بيت حانون، مشيرا إلى أن جميعهم كانوا مفخخين بالمتفجرات.
وذكرت الصحيفة أن هذا حدث بالفعل، فقد أظهر مقطع فيديو نشرته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، كيف استدرج مقاتلي الحركة خمسة جنود إسرائيليين إلى مدخل نفق في بيت حانون ثم استخدمت قنبلة على جانب الطريق لقتل الجنود.
وأكدت الصحيفة أن حماس طورت قدرات إخفاء الأنفاق، لكن وفقا لمسؤول إسرائيلي كبير فإن جيش الاحتلال اكتشف أحد النماذج التشغيلية للحركة المرتبطة بالأنفاق أطلق عليها اسم المثلث.
وقال المسؤول إن تدمير الأنفاق ليس بالمهمة السهلة، ويجب رسم خرائط لهم والتحقق من عدم وجود رهائن، وليس فقط إتلافهم، ولكن جعلهم غير قابلين للإصلاح.
وفيما باءت محاولات جيش الاحتلال الإسرائيل لهدم الأنفاق بإغراقها بمياه البحر بالفشل، قدر المسؤول الإسرائيلي أن تعطيل نظام الأنفاق قد يستغرق سنوات.