ترجمات

جيروزاليم بوست: مصر أصبحت «الرجل الشرير» في العالم العربي

استعرض تقرير نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” الجدل الدائر في العالم العربي حول حقيقة إغلاق معبر رفح  والتقارير عن دفع سكان غزة رشاوي للخروج من القطاع.

وقالت الصحيفة في تقريرها إن معبر رفح الحدودي يعتبر نقطة الوصول الرسمية الوحيدة بين مصر وقطاع غزة، وهو بمثابة بوابة بين مدينتي رفح التي تحمل الاسم نفسه على جانبي الحدود.

وأظهرت الصور التي التُقطت في الأيام القليلة الماضية خيام الأشخاص الذين نزحوا من الجزء الشمالي من قطاع غزة وهي تلامس السياج في حي الخيام الجديد في رفح بغزة؛ بينما اتخذ الجانب المصري أيضًا إجراءات للتأكد من عدم تمكن أي مواطن من غزة من عبور الحدود، وقام ببناء سلسلة من التلال والأسوار والتحصينات الأخرى بين الجانبين لإبعاد اللاجئين غير المرغوب فيهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن سلطة الجانب الغزاوي من المعبر نُقلت رسميًا عدة مرات، من إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية إلى حماس؛ وفي بعض الأحيان يكون ذلك أيضًا تحت إشراف أوروبي، وفي أحيان أخرى يكون مغلقًا تمامًا بسبب مشكلات أمنية؛ ودائمًا ما تكون سلطة المعبر عرضة للتغيرات مع تغير العلاقات الرباعية بين مصر وحماس والسلطة الفلسطينية وإسرائيل صعودًا وهبوطًا.

وعلى الرغم من أن عبد الفتاح السيسي ادعى قبل عدة أيام أن 600 شاحنة مساعدات تمر عبر المعبر يوميًا، إلا أن المعبر يخضع للتدقيق المستمر من خصوم مصر، الذين يقعون في مركز حملة عالمية للضغط على مصر، وليس إسرائيل، للسماح بجلب المزيد من المساعدات وإخراج المزيد من سكان غزة.

وفي الآونة الأخيرة، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لسكان غزة وهم يناشدون الجنود المصريين للسماح لهم بالمرور، وبدأت تظهر تقارير عن أساليب رشوة الجنود المصريين للسماح لسكان غزة بالخروج من القطاع.

وبالفعل كشف مقال نشرته صحيفة لوموند قبل ثلاثة أيام النقاب عن شبكة من السماسرة والوكالات التي تبيع التصاريح بأسعار باهظة تصل إلى آلاف الدولارات للشخص الواحد من أجل الخروج من قطاع غزة.

ولفتت الصحيفة إلى أن بعض التقارير الصادرة عن منتقدي نظام السيسي زعمت أن معبر رفح، بالإضافة إلى هذه الوكالات الأخرى، يديره إبراهيم العرجاني، وهو رجل أعمال بارز وزعيم قبلي في شبه جزيرة سيناء، والذي يصادف أنه أيضًا أحد رجال الأعمال البارزين في شبه جزيرة سيناء وصديق مقرب للسيسي ويفترض أنه عضو في المخابرات المصرية.

وهذا الاتهام يورط على نحو غير مباشر الدائرة المقربة من السيسي في الاستفادة من محنة سكان غزة، وحتى أن بعض أقارب سكان غزة بدأوا حملات لجمع الأموال على الإنترنت لمساعدة عائلاتهم على مغادرة قطاع غزة والوصول إلى بر الأمان.

وأضافت الصحيفة أن الصعوبات التي يواجهها المعبر جلبت حملة واسعة الانتشار عبر الإنترنت تحت وسم «افتحوا معبر رفح» باللغة العربية.

وفي محاولة لتخفيف الضغوط، قال عبد الفتاح السيسي في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي: “لو كنت السبب في عدم وصول رغيف الخبز إلى غزة – هاروح من ربنا فين؟ معبر رفح مفتوح 24 ساعة سبعة أيام في الأسبوع”… لكن الإجراءات التي يتخذها الجانب الآخر، أي إسرائيل، للسماح لنا بإدخال المساعدات دون معارضة أحد – هي سبب تلك المشكلة. 

وربما تشير هذه الملاحظة إلى مخاطبة إسرائيل مصر باعتبارها الجهة الوحيدة المسؤولة عن معبر رفح خلال ردها على شكوى جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، كما رد ممثل إسرائيل كريستوفر ستاكر على الإجراء الذي يدعو إسرائيل إلى عدم عرقلة وصول المساعدات إلى غزة من خلال بعثات تقصي الحقائق والهيئات الدولية، من خلال التأكيد على أن الدخول إلى غزة من مصر يخضع لسيطرة مصر.

لكن لم يقتنع الكثير من سكان غزة بتصريح السيسي، واستمروا في التلميح إلى أن مصر شريكة لإسرائيل. وكتب أحد المعلقين: «السيسي يدعي أن معبر رفح مفتوح ولم يغلق قط خلال فترة الحرب… لعنك الله في الدنيا والآخرة. الصهيوني القذر الذي يحب الكذب والخداع». بينما رد مستخدم آخر: «هذه جهة تعمل لصالح الموساد.

ونشر مستخدم آخر رسمًا كاريكاتوريًا لرسام الكاريكاتير اليمني كمال شرف يظهر طفلًا من غزة حزينًا مقيد اليدين بأغلال مزينة بأعلام إسرائيل ومصر والأردن، مما يمنعه من الوصول إلى الماء والخبز، وكأنه يقول إن هذه الدول الثلاث هي متواطئة في تجويع أطفال غزة.وأضاف المستخدم: سيبقى معبر رفح لعنة تطارد السيسي.. معبر رفح فضح مصر ودورها في حصار غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى