ترجمات

جريدة عبرية: لا يجب أن تخاطر إسرائيل بالتعاون مع مصر

قالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” في تقرير لها إن مصر حذرت إسرائيل مرارًا على مدى الأسابيع العديدة الماضية من الهجوم البري في غزة وأن خطط فرض السيطرة الأمنية على طريق فيلادلفيا سوف يشكل تهديدًا خطيرًا للعلاقات الثنائية.

وأوضحت الصحيفة أن القيادة الإسرائيلية يبدو أنها لا تهتم بمظالم القاهرة، وفي عمل آخر من الوقاحة الدبلوماسية في جلسة الإبادة الجماعية في لاهاي هذا الشهر اتهم الفريق القانوني الإسرائيلي القاهرة بعرقلة تسليم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مما دفع عبد الفتاح السيسي إلى طرح إمكانية استدعاء سفيره من تل أبيب.

كما أشارت إلى أن إسرائيل زعمت أن جارتها تسمح بتهريب الأسلحة إلى غزة، وهو ادعاء نفاه رئيس الهيئة العامة للاستعلامات “ضياء رشوان” نفيًا قاطعًا ووصفه بأنه محض أكاذيب.

وحذرت الدكتورة ميرا تزوريف، محاضرة أولى في قسم تاريخ الشرق الأوسط وأفريقيا وباحثة بارزة في مركز موشيه ديان بجامعة تل أبيب، من تجاهل الخلاف المتزايد مع الجارة الغربية لإسرائيل والشريك الأمني الرئيس.

وقالت “تزوريف” إن معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر قد صمدت لما يقرب من أربعة عقود ونصف من الحروب والتوترات الإقليمية التي لا تعد ولا تحصى، ولكن لم يكن هناك حديث من قبل عن تعرضها للخطر.

وحذرت تزوريف من أنه إذا استمرت إسرائيل في دفع مصر إلى الزاوية، فسوف يأتي ذلك بنتائج عكسية في النهاية.

وفي عام 2005، وقعت الدولتان «اتفاقية فيلادلفيا» التي نصت على أن تتولى مصر مسؤولية تأمين المحور بطول 14 كيلومترًا بـ750 جنديًا، ولتلبية مخاوف إسرائيل، عرضت مصر بعد بداية الحرب تعزيز تلك الوحدة الحدودية، لكن ذلك لم يكن كافيًا للحكومة الإسرائيلية.

وبدلًا من الدخول في مفاوضات مع مصر، تحدث نتنياهو عن احتلال الممر، في حين تحدث وزير الزراعة ومدير الشاباك السابق آفي ديختر ووزير الخارجية إسرائيل كاتس عن السيطرة على الممر.

وينظر إلى هذا المصطلح في مصر على أنه تهديد لسلامة أراضيها وسيادتها – وهي قيم مقدسة لمصر – وانعدام الثقة في قدرة القاهرة على توفير الأمن الفعال.

ولفتت الخبيرة في الشأن المصري إلى أن مصر مجتمع يتمحور حول الشرف، على المستويين الشخصي والوطني، وبالتالي فإن انعدام الثقة هذا يعتبر إهانة.

وردًا على الأحادية الإسرائيلية والغطرسة الواضحة، رفضت مصر تسليم إسرائيل صورًا التقطت من مراكز المراقبة التابعة لها على طول حدود غزة ــ وهي لفتة طبيعية لو لم تكن العلاقات متوترة إلى هذا الحد.

وأشارت إلى أن أن الحديث عن الاحتلال الإسرائيلي له صدى تاريخي في آذان مصر.

ومن خلال إصرارها على استعادة السيطرة على طريق فيلادلفيا، تُظهر إسرائيل تجاهلًا تامًا لاتفاق عام 2005 وانعدام الثقة في قوات الأمن المصرية، وهذا ما يدق أجراس الإنذار في القاهرة.

وتقول الخبيرة الإسرائيلية إنه وبطريقة ما، كانت الحرب بين حماس وإسرائيل بمثابة نعمة لصورة السيسي، فمن ناحية سمحت له بإظهار الوجه الإنساني لمصر، من خلال فتح ممر مساعدات إلى غزة والسماح للجرحى الفلسطينيين بالدخول مؤقتا إلى سيناء لتلقي العلاج الطبي في المستشفيات المصرية.

ومن ناحية أخرى، أتيحت للسيسي الفرصة لإظهار وطنيته الجامحة ــ من خلال الرفض الصارم للضغوط الإسرائيلية الرامية إلى تهجير سكان غزة إلى سيناء والحفاظ على سيادة مصر الإقليمية.

لكن الاقتصاد المصري في حالة يرثى لها، والبطالة مرتفعة، ويعيش 60% من السكان بالقرب من خط الفقر أو تحته، وخاصة الشباب، ويجلس  السيسي على برميل بارود، وإذا لم يحقق نتائج فإن استقرار حكمه سيكون في خطر.

وشددت تزوريف على أهمية العلاقات مع مصر وضرورة أن تحافظ على التعاون معها، مشيرة إلى أن مصر على عكس قطر، التي تزدهر مع وجود حماس في السلطة، تشاطر إسرائيل هدفًا مشتركًا؛ ألا وهو تخليص غزة من حماس.

زر الذهاب إلى الأعلى