ميدل إيست أي: أزمة إنسانية كبيرة تدفع نساء غزة لحلق رؤوسهن
أفاد تقرير لموقع “ميدل إيست أي” البريطاني بأن النساء الفلسطينيات في قطاع غزة اضطررن إلى حلق رؤوسهن بسبب أزمة نقص المياه، لافتاً إلى أن إحداهن وهي أم لستة أطفال وتدعى “نسرين” اضطرت إلى حلق شعرها لعدم توافر المياه لغسله، وفق حديثها مع الموقع
وغادرت الفلسطينية نسرين منزلها بخان يونس في 13 ديسمبر 2023، مع اشتداد الغزو البري الإسرائيلي للمدينة، وبعدها لجأت إلى مدرسة قريبة تابعة للأمم المتحدة، ثم إلى خيمة مؤقتة، ولم تكن المياه الصالحة للشرب أو مياه التنظيف متوافرة.
وقالت نسرين التي تبلغ من العمر 49 عاماً، لموقع “ميدل إيست آي” أنها اضطررت إلى حلق رأسها لأنه لا تتوافر لها المياه لغسل شعرها.
وأضافت أنها فعلت الشيء نفسه أيضاً مع ابنتها ذات الـ16 عاماً وابنها البالغ من العمر 12 عاماً؛ لحمايتهما من أمراض فروة الرأس بعد أن أصيب أصدقاؤهما بسعفة فروة الرأس، مشيرة إلى أن حلق الرأس قرار مؤلم لأي امرأة، لكنهن مجبرات على فعل ذلك.
وقد تفاقم الوضع بعد قرار الحكومة الإسرائيلية قطع إمدادات المياه عن قطاع غزة بأوامر من وزير الطاقة الإسرائيلي، إسرائيل كاتس في 9 أكتوبر 2023.
وفضلاً عن ذلك، استولى جيش الاحتلال الإسرائيلي على غالبية محطات تحلية المياه في الجزء الشمالي من غزة بحلول 30 أكتوبر الماضي، وفي الجزء الجنوبي من مدينة غزة بحلول الأول من نوفمبر.
وقالت نسرين إن المياه الجارية اللازمة للتنظيف والاستحمام وغسل الملابس لا تتوفر، وخلال حديثها عن حياتها قبل الحرب، قالت إنها كانت تمضي ثلاث أو أربع ساعات في الصف حتى تملأ جالون ماء من بئر بمنزل جيرانها لاستخدامه في التنظيف
وفي مدرسة الشيخ جابر التابعة للأمم المتحدة، والتي لجأت إليها قبل أن تنتقل إلى خيمتها الحالية كان الوضع مروعاً حيث قالت: كنا نقف في طابور لساعات كي نستخدم المراحيض، ولكن لم يتوافر لدينا الماء الكافي للاستحمام أو غسل الشعر.
لكن نسرين اضطرت إلى الهروب من المَدرسة بعد أن اقتربت دبابات الاحتلال من المنطقة وألقت منشورات للنازحين لإخلاء المدرسة.
والآن تقول نسرين إنها حين تنجح في تأمين بعض الماء، تستخدمه للطهي أو الشرب، مضيفة أن الشرب والبقاء على قيد الحياة لهما الأولوية بالطبع على غسل الشعر، كما أوضحت أن الماء الوحيد المتاح للغسيل والاستحمام هو ماء البحر.