بي بي سي: مصر تمضي قدما في بناء الأسوار على الحدود مع غزة
نشرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” تقريرًا يتابع التطور الجاري فيما يتعلق بالمنطقة التي تشيدها مصر على الحدود مع غزة استعدادًا لنزوح محتمل للفلسطينيين.
وقالت الشبكة البريطانية إن متابعتها للمنطقة التي تُشيدها مصر على الحدود أظهرت أن مصر قامت ببناء أكثر من ثلاثة كيلومترات من الجدار في الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى تمهيدها لمنطقة كبيرة بجوار حدودها مع غزة.
ويأتي ذلك بعد أن حذرت إسرائيل من أنها تستعد لهجوم بري على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، فيما شهدت المدينة زيادة كبيرة في عدد سكانها في الأشهر الأخيرة.
ولفتت الشبكة إلى أن السلطات مهدت أكثر من 16 كيلومترًا مربعًا على الحدود مباشرة من غزة، وهو ما يظهر في صور الأقمار الصناعية الأخيرة.
وبدأت عملية تطهير هذه المنطقة في بداية شهر فبراير الماضي، لكنها توسعت بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي، ويبدو الآن أن أجزاء من الجدار حول هذه المنطقة قيد الإنشاء.
وفي 14 فبراير، ظهر حوالي 0.8 كيلومتر من الجدار في صور الأقمار الصناعية، لكن أحدث الصور تشير إلى أن أكثر من 4 كيلومترات قد شُيدت الآن، فيما تظهر الصور أن الجدار قد بُني في وقت واحد في ثلاثة أماكن.
وتقول السلطات المصرية إنها لا تُعد أي مناطق للفلسطينيين النازحين وأن المنطقة المعنية مخصصة لتكون «مركزًا لوجستيًا» للمساعدات.
لكن عاملة إغاثة في مؤسسة خيرية بريطانية، تشارك في الجهود الإنسانية في غزة، قالت لبي بي سي إنها لم تشهد قط تمهيدًا واسع النطاق للأراضي لمثل هذا المركز اللوجستي، ولم تكن على علم بأي خطة من هذا القبيل.
وقالت: إذا كانت هناك خطة لزيادة القدرة الاستيعابية فجأة من خلال بناء مركز من نوع ما، فلا بد أن تشارك السلطات تلك الأفكار مع وكالات الإغاثة.
ولم ترغب عاملة الإغاثة في الكشف عن اسمها، لأن ذلك قد يؤدي إلى تعقيد العلاقة بين منظمة الإغاثة التي تعمل بها مع السلطات المصرية.
وأضافت أن القدرة على التخزين في مصر هي أمر يُناقش في كل اجتماع تقريبًا. ونظرًا لأنه لم تشارك في شيء من هذا القبيل، فإن الفرضية المقبولة هو أن هذه المنطقة ليس هو ما تتحدث عنه السلطات.
وأشارت الشبكة إلى أنها عرضت أحدث صور الأقمار الصناعية على عديد من خبراء الأمن لمعرفة الغرض الحقيقي الذي يعتقدون أنه يمكن أن تكون عليه المنطقة.
وقال أندرياس كريج، وهو محاضر كبير في الدراسات الأمنية في كينجز كوليدج بلندن: لست بحاجة إلى إخلاء هذا القدر من الأرض لاستقبال الشاحنات المنتظرة. من وجهة نظري، يبدو الأمر إلى حد كبير أن مصر تستعد للسيناريو الأسوأ.
وأضاف: إذا وضعت هذا في منظور حجم هذه المنطقة، 16 كيلومترًا مربعًا من الشاحنات، فهذا يعني آلاف وآلاف الشاحنات، ولم يحدث قط أن كانت هناك أعداد بهذا القدر تنتظر على الحدود.