محلي

السيسي يقر قانونًا يٌمكّن “الداخلية” من عدم تنفيذ أحكام القضاء

أصدر عبد الفتاح السيسي قبل أيام تعديلًا على قانون الشرطة يمنح المجلس الأعلى للشرطة الحق في عدم تنفيذ أحكام القضاء بعودة أي ضابط مفصول بسبب اللياقة الطبية أو الاعتبارات الأمنية أو غيرها للخدمة

وحدد التعديل الذي أصدره السيسي برقم 4 لسنة 2024 آلية وحيدة لتنفيذ الأحكام القضائية النهائية الباتة في هذا الشأن؛ تتمثل في مطالبة المحكوم له بالعودة للعمل قبل مضي سنة من تاريخ الحكم، على أن تتوفر فيه عند التنفيذ الشروط اللازمة لشغل الوظيفة.

قضاة وقانونيون اعتبروا التعديل شاذًا على البنية التشريعية، حيث يجعل الشرطة جهازًا سياديًا قراراته تعلو حجية على أحكام القضاء، ويفتح الباب أمام جهات حكومية أخرى لسن تشريعات لوقف تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة في مواجهتها

من جانبها، حددت وزارة الداخلية الهدف من التعديلات وقت عرضها على لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب في يناير الماضي، برغبتها في تحقيق التوازن بين حجية الأحكام القضائية وموجبات العمل الأمني وشغل الوظائف القيادية والإشرافية، والذي يعتمد على العديد من العناصر، أهمها تراكم الخبرات الأمنية، على اعتبار أن ابتعاد الضابط المفصول عن العمل الشرطي لمدة طويلة يفقده الكثير من الخبرات، ويفوت عليه التدريب والتأهيل النفسي والوظيفي الذي تنفذه الوزارة لضباطها.

وأوضحت الوزارة أن التعديل الأخير وما سبقه من تعديلات أخرى أصدرها السيسي العام الماضي، غرضها بالأساس تحقيق الانضباط وعدم الإخلال بالهياكل الوظيفية التي تقوم على الأقدمية بين أفراد هيئة الشرطة، وذلك لكون فصل أي ضابط من الخدمة يتبعه تعيين ضابط آخر بأقدمية مختلفة في وظيفته، ولكن عند عودة الضابط المفصول بعد عدة سنوات إلى وظيفته تنفيذًا لحكم قضائي، يختل ترتيب الأقدمية.

وأصدر السيسي في يناير العام الماضي تعديلات أخرى على القانون تعفي المجلس الأعلى للشرطة من ذكر أسباب قراراته بإنهاء خدمة أو تأديب الضباط أو نقلهم إلى وظيفة مدنية لاعتبارات أمنية.

في المقابل، قال رئيس إحدى دوائر المحكمة الإدارية العليا إن التعديل الأخير على قانون الشرطة وما سبقه من تعديلات أقرها الرئيس والبرلمان العام الماضي تجعل  المجلس الأعلى للشرطة سيد قراره، وسلطة فوق سلطات الدولة، وقراراته أعلى من أحكام القضاء. يضم المجلس الأعلى للشرطة  أقدم ضباط في هيئة الشرطة، إضافة إلى رئيس إدارة الفتوى المختص بمجلس الدولة، ويختص المجلس بمعاونة وزير الداخلية في تنظيم هيئة الشرطة وتسيير شؤون أعضائها.

وشدد القاضي على أن المادة التي أدخلها السيسي على قانون الشرطة مؤخرًا تتضمن عددًا من المخالفات الدستورية هي: التمييز بين الحاصلين على أحكام خاصة بإنهاء الخدمة وغيرهم من الحاصلين على أحكام أخرى وهذا إخلال بمبدأ المساواة.

كما أهدر القانون الجديد، بحسب القاضي، حجية الأحكام التي هي من النظام العام، مخالفًا للمادة 100 من الدستور، التي تعرف الامتناع عن تنفيذ الأحكام القضائية بـ “الجريمة”

وأضاف الرئيس بالمحكمة الإدارية العليا أن القانون الجديد خالف المبادئ القانونية المستقرة منذ أبد الدهر في أن الأحكام القضائية لا تسقط بالتقادم، وتظل واجبة النفاذ، طالما أن الحق الصادرة بإقراره لم يسقط بالتقادم.

أما المخالفة الرابعة، فحددها المصدر في ربط تعليق القانون لتنفيذ حكم القضاء على توافر شروط شغل الوظيفة، كما أنه مكن “الداخلية” من عدم تنفيذ أي حكم قضائي بعودة ضابط مفصول للخدمة بحجة عدم توافر شروط العمل بالشرطة فيه.

زر الذهاب إلى الأعلى