“الحصار” و “الأعياد التوراتية” و “التطهر بالبقرة الحمراء”.. 3 أخطار تحيق بالأقصى في رمضان
أشارت ورقة تقدير موقف صادرة عن مؤسسة القدس الدولية إلى أنّ المسجد الأقصى محاطٌ في رمضان بثلاثة تهديداتٍ: الأول استدامة الحصار القائم على الأقصى منذ ستة أشهر، ومحاولة الاحتلال تحويله إلى حصار مستمر، وتجدّد الأعياد التوراتية التي يتخذها الاحتلال منصة للعدوان على المسجد الأقصى، والتي ستتجدد بدءاً من يوم 21-3، بما يتزامن مع الأسبوع الثاني من رمضان، أما الثالث فهو توفر جميع المقدمات لفرض طقس التطهر بالبقرة الحمراء لمضاعفة أعداد مقتحمي الأقصى، وباعتباره “علامة على مجيء المخلص” كما يعتقد اليهود.
الاحتلال يتخذ من المسجد الأقصى مدخلاً لتفريغ معركة “طوفان الأقصى” من معناها، واعتباره مركزاً للنكاية بالمقاومة والشعب الفلسطيني وعموم الأمة.
وافتتحت ورقة تقدير الموقف، المعنونة بـ “الأقصى في رمضان: هل يتجدّد الطوفان؟”، بتشخيص ما وصلت إليه الحرب الحالية، قائلة إنّ الحرب الصهيونية على غزة تقف اليوم عند مرحلة استعصاء، حيث يفشل المحتل في فرض أهدافه المعلنة بالقوة من التهجير إلى اجتثاث المقاومة عسكرياً ونزع سلاحها، علاوة على فشله في استعادة أسراه بالقوة، فيما يتمكن من وضع القاعدة المدنية لغزة تحت سيف ترهيبه، ليجعل ذلك الخاصرة الرخوة التي يحاول عبرها محاصرة المقاومة وكسرها.
وحيال هذا الواقع، لفتت الورقة إلى أنّ فتح جبهات جديدة هو أهم وسيلة ممكنة لاختراق حالة الاستعصاء، ما يجعل المسجد الأقصى بوابة انفجارٍ شعبي محتمل يمكنه -إن حصل- أن يحدث اختراقاً يعجّل بنهاية الحرب، إذ إنّ فتح معركة شعبية في الضفة الغربية أو القدس أو الداخل المحتل، أو أيّ من هذه الساحات من شأنه أن يقلّل من قدرة الصهاينة على التركيز في جبهة غزة، وأن يضيف بُعداً جديداً إلى ما لحقهم من استنزاف في العملية البرية، وبالتالي أن يشكّل اختراقاً يسمح بكسرٍ نسبيّ لحالة الاستعصاء.
وأشارت ورقة تقدير الموقف إلى استقراء واقع المسجد الأقصى، خلال شهور الحرب الحالية، حيث رأت أن الاحتلال يتخذ من المسجد الأقصى مدخلاً لتفريغ معركة “طوفان الأقصى” من معناها، واعتباره مركزاً للنكاية بالمقاومة والشعب الفلسطيني وعموم الأمة، إذ عززت حصاره، في محاولة لإعادة تحديد مكانته الدينية، وكأنه “مسجد الحيّ” وليس مسجداً يسمو في قداسته على بقية المساجد، مشتركاً في قدسيته مع المسجدين الحرام والنبوي، إضافة إلى إطلاق يد مستوطنيها لأداء الطقوس التوراتية العلنية في المسجد الأقصى واستعراض حضورهم العلني فيه وكأنهم جزءٌ من إدارته، وأخيراً باستعراض رايات الهيكل على دبابات جيشه في الحرب، وعلى جدران مباني غزة قبل تدميرها، في استعراضٍ لحربه الدينية على فلسطين وشعبها، وهو استعراضٌ لطالما كان الاحتلال يتجنّبه حتى لا يوسع دائرة أعدائه.
ورأت ورقة تقدير الموقف أن الخطر الثالث الذي يتمثل في توفر جميع المقدمات لفرض طقس التطهر بالبقرة الحمراء لمضاعفة أعداد مقتحمي الأقصى، وباعتباره “علامة على مجيء المخلص”، وهو الطقس الذي تقول المصادر التلمودية إن موعد تطبيقه في حال توفر شروطه هو يوم الثاني من نيسان العبري، الذي يوافق يوم 10-4-2024 بالتقويم الميلادي، وهو اليوم الذي يرجح أن يحل فيه عيد الفطر.
فتح معركة شعبية في الضفة الغربية أو القدس أو الداخل المحتل، أو أيّ من هذه الساحات من شأنه أن يقلّل من قدرة الصهاينة على التركيز في جبهة غزة.
وبناء على هذه الأخطار الثلاثة في رمضان، والسلوك الذي يحاول اتخاذ الأقصى عنواناً لتفريغ المعركة من معناها، خلصت الورقة إلى أن الاحتلال إذ يبالغ في النكاية والعدوان على الأقصى، فإنه يجدد مكانته كعنوانٍ مركزي لاستنزاف قوته، عنوان سبق له أن أطلق عشر مواجهات كبرى على أرض فلسطين على مدى 28 عاماً مضت، وهو بذلك يجدد هذه المكانة عوضاً عن أن يحسمها، ونتيجة لذلك اقترحت الورقة التعامل مع العدوان على المسجد الأقصى، في رمضان، باعتباره خطراً يحمل في طياته فرصة استنهاض المواجهة في ساحات تكسر الاستفراد بغزة، بحيث يكون كسر حصار الأقصى عنوان الأيام العشرة الأولى من رمضان، والتصدي لعدوان المساخر العبري عنوان العشرة الثانية، واليقظة تجاه محاولة ذبح البقرة الحمراء وتجديد التأكيد على أن التحرير هو وحده ما ينقذ المسجد الأقصى حتى لا يبقى تحت سيف الأساطير التوراتية عنوان العشرة الثالثة حتى عيد الفطر.
وختمت الورقة بتوصيات اقترحت وسائل مواجهة تتناسب مع عنوان الخطر والعدوان، تضمّنت دعوة أهل القدس والداخل المحتل وأهل الضفة الغربية إلى شدّ الرّحال لكسر حصار الأقصى منذ اليوم الأول، ودعوة المرابطين للاعتكاف والتصدي للاقتحامات، باعتبار الاعتكاف المدخل الأساسي للتصدي لأيّ اقتحام، ودعوة الأمة إلى التظاهر والتحرك في الميادين العامة دعماً للمرابطين، إضافة إلى نشر الوعي حول طقس التطهر برماد البقرة الحمراء، وارتباطه بالعقيدة الخلاصية للصهيونية الدينية، وتفعيل الرقابة والحضور المباشر على جبل الزيتون، مع التأكيد على أنّ هذا الوعي استباقي قائم على توفر جميع الظروف الموضوعية وبعض المؤشرات العملية، لكن “جماعات المعبد” لا تزال تحافظ على الغموض تجاهه.