ترجمات

فرانس برس: السيسي مهندس “الجمهورية الجديدة” المنهكة اقتصاديا

قالت وكالة فرانس برس إن السيسي أدى اليمين الدستورية لولاية رئاسية ثالثة تمتد لست سنوات والتي تمتد حتى عام 2030 في بلد منهك اقتصاديا.

ويرى البعض أن القاعدة الشعبية للمشير السيسي البالغ 69 عاما لم تعد كما كانت، وكذلك موقعه على الصعيد الدولي، خصوصا مع توجيه اتهامات له بالتنكيل بمعارضين وناشطين في مجال حقوق الإنسان منذ تولّيه الحكم في 2014 بعد إطاحة الجيش بالرئيس الإسلامي الراحل محمد مرسي وشنّ السلطات حملة قمع واسعة شملت إسلاميين وليبراليين.

بالإضافة إلى ما تشهده مصر التي يناهز عدد سكانها 106 ملايين يعيش ثلثهم تحت خطّ الفقر، من أزمة إقتصادية من بين الأسوأ في تاريخها بعدما سجل معدل التضخم مستوى قياسيا حاليا عند 36 % مدفوعا بتراجع قيمة العملة المحلية ونقص العملة الأجنبية في بلد يستورد معظم حاجاته الغذائية.

في سنوات حكمه الأولى، لُقِّب السيسي ب”المنقذ” بسبب إطاحته الإسلاميين الذين أوصلتهم الثورة الى الحكم، وفاز في الانتخابات الرئاسية لولايتين بنسبة تخطت 95 % وألصق بعض المؤيدين صوره على منتجات غذائية ومخبوزات.

ويرى الناشط المصري البارز في مجال حقوق الإنسان “حسام بهجت” أن السيسي بدأ يفقد شرعيته بين مختلف الطبقات، مشيرا إلى أن أنصاره أصيبوا مؤخرا بخيبة أمل على وقع تراجع مدخراتهم في ظل الأزمة الاقتصادية.

ويعتبر السيسي الذي كان مديرا للمخابرات الحربية في العام 2011 أن الثورة خطأ وأن الثورات في المنطقة لم يكن مردودها إيجابيا.

ويقول بهجت لوكالة فرانس برس إن جيلا كاملا بلغ سن الرشد وهو يعتقد أن القاعدة العامة هي الحياة في ظل القمع مع عدم وجود آفاق اقتصادية.

وفيما تسعى القاهرة لاحتواء أزمتها الاقتصادية، فهي لا تستطيع التخلي عن دورها في محاولة حل مشكلات الجيران سواء من من الناحية الجنوبية في السودان، والتي دفعت الحرب فيها أكثر من نصف مليون سوداني إلى الرحيل إلى مصر، أو الناحية الشرقية في قطاع غزة التي يحذر المصريون من عملية دفع من جانب اسرائيل لنزوح جماعي من الفلسطينيين المقيمين في رفح، إلى سيناء.

واعتمد السيسي لسنوات طويلة على التمويل الممنوح من صندوق النقد الدولي عبر القروض أو عبر ودائع الحلفاء الخليجيين، وهو ما يصفه الباحث في المعهد الإيطالي للشؤون الدولية روبرت سبرنغبورغ بأنه نموذج اقتصادي فقدت معظم البلدان في العالم ثقتهم فيه.

وكثيرا ما تتعرض مصر لانتقادات خبراء الاقتصاد حول كيفية انفاق ما في خزائنها من نقد أجنبي وما هي الأولويات.

كما انتقد الخبراء المشروعات العملاقة التي تبناها السيسي وعلى رأسها العاصمة الإدارية الجديدة التي كلّفت 58 مليار دولار تقريبا، فضلا عن القطارات الفائقة السرعة والجسور والطرق التي يعتقدون أن لا عائد لها بينما تستنزف موازنة الدولة وتؤدي إلى مضاعفة الديون.

وكان لهذه المشاريع صداها على مؤيدي وأنصار السيسي في شتى المجالات، ووضعت معظم القنوات التلفزيونية المصرية شعار “الجمهورية الجديدة” على يسار شاشاتها، احتفالا ودعما لما تشهده البلاد من تغيير وفق رؤية السيسي.

ويوضح سبرنغبورغ أن هذا النموذج يتبنى سياسة “العسكرة” والإسراف في الاقتراض من أجل مشاريع مرموقة ذات فوائد اقتصادية محدودة.

وكثيرا ما يؤكد السيسي للمصريين مدى خبرته في الحكم على الأشياء سواء في مجال الاقتصاد أو غيره من المجالات حتى أنه لا يجد خطأ في أن يعلن أنه المشرف والمراقب على صناديق الثروة السيادية في البلاد وليس الجهاز المركزي للمحاسبات.

ويرى بهجت أن السيسي يحكم لوحده، ولذلك فهو وحده يُلام على ما تمر به البلاد من أزمات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى