عربي ودولي

من هو الرئيس الإيراني المؤقت؟

من المقرر أن يتولى محمد مخبر، النائب الأول للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، منصب الرئاسة الإيرانية مؤقتاً بعد إعلان مقتل رئيسي في حادث تحطم طائرته أثناء زيارته لمحافظة أذربيجان الشرقية لافتتاح سد حدودي مع جمهورية أذربيجان بمشاركة رئيسها إلهام علييف. وسيتولى محمد مخبر منصب الرئيس حتى إجراء انتخابات رئاسية في غضون 50 يوماً، بحسب الدستور الإيراني.

وينص الدستور الإيراني في المادة 131 على أنه في حال وفاة رئيس الجمهورية أو عزله أو استقالته أو غيابه أو مرضه لأكثر من شهرين، أو في حال انتهاء فترة رئاسة الجمهورية وعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية نتيجة وجود بعض العقبات أو لأمور أخرى من هذا القبيل، يتولى النائب الأول لرئيس الجمهورية أداء وظائف رئيس الجمهورية، ويتمتع بصلاحياته بموافقة قائد الثورة.

كما تنص المادة 131 على أن تقوم هيئة مؤلفة من رئيس مجلس الشورى الإسلامي ورئيس السلطة القضائية والنائب الأول لرئيس الجمهورية باتخاذ ترتيبات ليتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال فترة خمسين يوماً على أقصى تقدير.

مسيرة محمد مخبر

بعد يومين من أدائه اليمين الدستوري، في أغسطس 2021، عيّن الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي محمد مخبر في منصب النائب الأول للرئيس في أول عملية تعيين بعد توليه الرئاسة. وكان مخبر، بحكم منصبه، يُعدّ الشخص الثاني في الحكومة الإيرانية بعد رئيس الجمهورية، وركز جهوده منذ توليه المنصب على الاهتمام بالشأن الاقتصادي والبحث عن حلول للمشاكل الاقتصادية التي تعاني منها البلاد نتيجة تعرضها منذ عام 2018 لعقوبات أميركية قاسية وشاملة. وكان مخبر خلال هذه السنوات بعيداً عن السجالات السياسية بشأن السياسات الداخلية والخارجية للحكومة الإيرانية.

ينتمي محمد مخبر، الذي وُلد في عام 1955، لعائلة مشهورة في مدينة دزفول بمحافظة خوزستان، جنوب غربي إيران، ويُعتبر شخصية محافظة “صامتة” لم يدخل بازار الاستقطابات والتجاذبات السياسية. أدرج الاتحاد الأوروبي محمد مخبر على قائمة العقوبات المرتبطة بالبرنامج الصاروخي والنووي الإيرانيين عام 2010، لكنه بعد عامين أخرجه من القائمة، ووضعته الإدارة الأميركية على قائمة العقوبات خلال ديسمبر الماضي. 

بدأ محمد مخبر مشواره السياسي في مسقط رأسه بمدينة دزفول، حيث تولى منصب مدير الشؤون الصحية للحرس الثوري الإيراني في ثمانينيات القرن الماضي، وشارك في الحرب الإيرانية العراقية، ثم شغل منصب المدير التنفيذي لشركة الاتصالات في دزفول، كما تولى منصب مساعد محافظ خوزستان لفترة قبل أن ينتقل إلى مؤسسة “المستضعفين”، وهي من كبرى المؤسسات الإيرانية الاقتصادية التي تتبع لمؤسسة القيادة ويعين المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي رئيسها. 

سطع نجم محمد مخبر خلال توليه منصب مساعد رئيس مؤسسة “المستضعفين” للشؤون التجارية، قبل أن يعينه خامنئي عام 2007 رئيس لجنة “تنفيذ أوامر الإمام (الخميني)” وقد شغل هذا المنصب منذ ذلك التاريخ حتى تعيينه بمنصب النائب الأول للرئيس الإيراني.

وتأسست لجنة “تنفيذ أوامر الإمام” عام 1989 بأمر من مؤسس الجمهورية الإيرانية روح الله الخميني بناء على المادة الـ49 من الدستور الإيراني لإدارة أموال بلا صاحب، ومنها الأموال والممتلكات التي صودرت من مسؤولين بالنظام البهلوي السابق بعد انتصار الثورة عام 1979. وتعد اللجنة من المؤسسات الاقتصادية العملاقة التي تتبع لمؤسسة القيادة، وتمتلك مجموعة من كبرى الشركات والمصانع والمراكز المالية والاقتصادية، وقدرت وكالة “رويترز” في تقرير لها قبل تسع سنوات حجم أموال اللجنة بـ95 مليار دولار. 

واعتنت اللجنة في عهد مخبر، خلال السنوات الأخيرة، بالمناطق النائية والمحرومة وبناء السكن لعوائل فقيرة فيها، وتنفيذ مشاريع كبيرة في هذه المناطق. وكانت إدارة مخبر للجنة محل اهتمام خلال السنوات التي سبقت توليه منصب النائب الأول لرئيسي، ووصفتها حينها تقارير إعلامية بأنها “إدارة شعبية وجهادية وثورية بعيدة عن الفئوية السياسية”، معتبرة إياه من “أنجح المسؤولين” الإيرانيين خلال هذه السنوات. وكان من إجراءاته تأسيس عدة مؤسسات تابعة للجنة، منها مؤسسة البركة التي أنتجت اللقاح المحلي الصنع “كوف إيران بركت” المضاد لفيروس كورونا. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى