عيد بفرحة منقوصة بعد غياب الأضحية نتيجة الأزمة الاقتصادية
مربو المواشي وأصحاب محال الجزارة تأثروا هذا العام سلبا باتجاه عدد كبير من الأسر المصرية نحو الجمعيات الخيرية في الدول الأفريقية
دفعت الأوضاع الاقتصادية بالبلاد إلى ارتفاع استثنائي في أسعار الأضاحي، مما دفع الأسر المصرية إلى الجمعيات الخيرية التي تتيح صكوك الأضاحي بأسعار منخفضة داخل مصر، أو ذبح الأضاحي في دول أفريقية بأسعار زهيدة.
وتشير تقديرات القصابين في مصر إلى أن أسعار المواشي شهدت ارتفاعا هذه السنة بنسبة تتراوح ما بين 20% إلى 30% عن العام الماضي الذي عرف بدوره ارتفاعا في الأسعار، وهو ما يشكل ضغطا على الأسر؛ لا سيما مع تراجع قيمة الجنيه وموجات التضخم المستمرة في البلاد.
بالنسبة لأسعار الضأن تبدأ من 200 إلى 220 جنيها للكيلوجرام القائم الحي، أما البقري والجاموسي فمن 165 إلى 185 جنيهاً، وتباع لحوم الضأن بعد ذبحها من 450 إلى 500 جنيه للكيلو غرام، والجاموسي من 400 إلى 450 جنيها، والجملي 350 جنيها.
وتوقع تقرير نشرته وزارة الزراعة الأمريكية، نوفمبر 2023، انخفاض الاستهلاك المحلي للحوم البقر في مصر في السنة المالية 2024 بنسبة تقارب 6% ، مقارنة بالسنة المالية 2023 نتيجة انخفاض القدرة الشرائية وارتفاع التضخم.
تقسيط الأضحية
بحسب مصدر مطلع بشعبة القصابين، فإن مربي المواشي وأصحاب محال الجزارة تأثروا هذا العام سلبا باتجاه عدد كبير من الأسر المصرية نحو الجمعيات الخيرية في الدول الأفريقية.
ويضيف المصدر أن الأسر لجأت إلى شراء عدد كيلوغرامات من اللحوم بدلا من ذبح الأضحية، غير أن المستفيد من ذلك هم منافذ بيع اللحوم الحكومية التي يتراوح فيها سعر الكيلو ما بين 250 جنيهاً وحتى 350 جنيها، الأمر الذي يشكل خطرا على تربية المواشي.
ويتوقع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر انخفاض أعداد الماشية المصرية بنسبة 4% إلى 7.8 مليون رأس نهاية 2024، مقارنة بتقديرات عام 2023، نتيجة “ارتفاع معدل الذبح بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وانخفاض أعداد الماشية المستوردة، نتيجة للأزمة المستمرة في السودان”.
ويؤكد المصدر، أن معدلات البيع تراجعت بنسبة قد تصل إلى 40% مقارنة بالعام الماضي، وفي الوقت ذاته فإن الأسعار شهدت زيادة تتراوح ما بين 20% إلى 30%.
وأرجع تلك الزيادة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج مع تراجع قيمة الجنيه قبل ثلاثة أشهر ورفع أسعار خدمات الكهرباء والوقود، إلى جانب عدم انخفاض أسعار الأعلاف كما كان متوقعاً، والأمر يرجع إلى تقلص مساحات زراعتها في مصر والاعتماد على الاستيراد بشكل كبير.
الذبح في أفريقيا
يقول أحد موظفي الجمعيات التي تنظم قوافل لذبح الأضاحي بالدول الأفريقية، إن إقبال المصريين هذا العام تضاعف بشكل كبير؛ وهو ما دفعنا لمد باب حجز الأضاحي إلى صباح أول أيام العيد.
وأضاف المتحدث أن الجمعية لديها نشاط مستمر منذ عدة سنوات من خلال تقديم المساعدات الإنسانية للمسلمين المحتاجين في عدد من الدول الأفريقية على رأسها تنزانيا والصومال وكينيا وأوغندا وغيرها من الدول، وكثير من المصريين يتواصلون من أجل ذبح العقائق والنذور والفدية وغيرها.
وأشار الموظف إلى أن نشاط الشركة تضاعف خلال العامين الماضيين في الفترة التي ارتفعت فيها أسعار اللحوم في مصر بشكل كبير، وأصبح الآلاف إن لم نقل الملايين من الأسر غير قادرة على ممارسة شعيرة عيد الأضحى.