عربي ودولي

التوقيع على أكبر صفقة أسلحة أمريكية لإسرائيل.. و”هوكشتاين” يستكمل مساعي التهدئة

بعد أشهر من تأجيل بيع الأسلحة وقع "ميكس والسناتور "بن كاردين" كبير الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ على الصفقة قبل عدة أسابيع

وقع اثنان من الديمقراطيين الرئيسيين في مجلسي النواب والشيوخ بالكونجرس الأمريكي على أكبر صفقة أسلحة لإسرائيل، تتضمن 50 طائرة مقاتلة من طراز F-15 تبلغ قيمتها ما يزيد عن 18 مليار دولار، بعد مواجهة ضغوط شديدة من إدارة “بايدن” والمؤيدين لإسرائيل للسماح بالصفقة.

ويسلط القرار، الذي لم يتم الإعلان عنه من قبل، الضوء على رغبة واشنطن في مواصلة تدفق الأسلحة إلى إسرائيل رغم مخاوف أعضاء الكونجرس الأصغر سنا من ان الولايات المتحدة يجب ان تستخدم نفوذها للضغط على تل ابيب لإنهاء الحرب والسماح بدخول المساعدات الإنسانية الى غزة.

في وقت سابق، تعهد النائب “جريجوري دبليو ميكس” وهو أكبر عضو ديمقراطي في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، علنا بإيقاف حزمة الأسلحة ما لم يحصل على ضمانات من الإدارة حول كيفية استخدام الطائرات الحربية والذخائر في غزة، حيث استشهد أكثر من 37 ألف فلسطيني.

تأجيل بيع الأسلحة

وفقا لمصادر لصحيفة واشنطن بوست، بعد أشهر من تأجيل بيع الأسلحة، وقع “ميكس والسناتور “بن كاردين” كبير الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، على الصفقة قبل عدة أسابيع، وكان ينظر إلى “كاردين”، وهو مؤيد قوي لإسرائيل، على نطاق واسع على أنه يقف إلى جانب ميكس في عمل من أعمال التضامن الجماعي وميكس وكاردين هما اثنان من أربعة مشرعين يمكنهم الاعتراض بشكل فعال على أي مبيعات عسكرية أجنبية.

بحسب التقرير، يمكن لوزارة الخارجية الامريكية الآن المضي قدما في إخطار الكونجرس بالبيع المعتمد – وهي الخطوة التالية لإتمام الصفقة، وإذا تمت الموافقة على هذه الصفقة في نهاية المطاف، فستكون واحدة من أكبر مبيعات الأسلحة لإسرائيل منذ بدء الحرب. ويتم تمويل الأسلحة، التي يتم دفع ثمنها في كثير من الأحيان على مدى سنوات عديدة، إلى حد كبير من أكثر من 3.3 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين التي تقدمها واشنطن لإسرائيل كل عام.

هوكشتاين ومساعي التهدئة

يجول كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة والاستثمار “عاموس هوكشتاين”، اليوم الثلاثاء، على المسؤولين اللبنانيين لاستكمال المشاورات حول سبل تجنّب التصعيد الشامل على الحدود الجنوبية مع فلسطين، وتهدئة العمليات العسكرية على الجبهة، التي لا يزال حزب الله يتمسّك بربط مسارها ومصيرها بغزة.

وزار هوكشتاين بيروت في نوفمبر، ويناير، ومارس، بهدف الحثّ على الوصول إلى “حل دبلوماسي ينهي العمليات الحربية على الحدود بين لبنان وإسرائيل، ويسمح للنازحين من الطرفين بالعودة إلى منازلهم”، وفق ما أكد المبعوث الأميركي بأكثر من تصريح له، إلى جانب بحث مسألة ترسيم الحدود البرية، مع تقديمه في هذا الإطار جملة اقتراحات اصطدمت بعض بنودها بتحفظ لبنان ومن خلفه حزب الله، خصوصا بما يتعلق بالشرط الإسرائيلي بسحب مقاتليه كيلومترات بعيدا عن الحدود.

وعشية زيارة هوكشتاين لبيروت، وجّه حزب الله رسائل استباقية إلى الأميركيين، بلسان مسؤوليه، بينهم النائب حسن فضل الله، الذي أكد أن “فكرة المنطقة العازلة هي أوهام تراود قادة العدو، وليست موضوعا للنقاش”، كما كرّر التأكيد على أنّ جبهة لبنان لن تتوقف إلا بعد وقف الحرب على غزة.

ولم تنجح جولات ومشاورات هوكشتاين حتى السّاعة في تخفيف الصراع بين حزب الله وجيش الاحتلال، أو إعطاء أي ضمانات بعدم قيام عدوان شامل على لبنان، في حين أنّ المخاوف لا تزال قائمة من سيناريو الحرب، خصوصا أنّ المواجهات تأخذ مسارا متطوّرا في الآونة الأخيرة ولا سيما من حيث نوعية الأسلحة المستخدمة والأهداف المختارة، مع كشف حزب الله أكثر عن ترسانته وقدراته العسكرية، وتكثيف جيش الاحتلال اغتياله عناصر وقادة من محور المقاومة، ورفع منسوب استهدافه للمدنيين، بينهم أطفال ونساء، بغض النظر عن التهدئة “المؤقتة” التي خيّمت لساعاتٍ بفعل عيد الأضحى.

نتنياهو يحل مجلس الحرب

أبلغ رئيس الحكومة الإسرائيلية منذ يومين، أعضاء المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية، بتفكيك مجلس الحرب، في خطوة كانت متوقّعة بعد انسحاب الوزيرين “بني جانتس” و “غادي آيزنكوت” من حزب المعسكر الرسمي من الكابينت، ومطالبة وزير الأمن القومي بضمه إليه بعد استقالتهما.

وقال نتنياهو للوزراء، وفق هيئة البث الإسرائيلية، إن “كابينت الحرب أقيم في إطار الاتفاقية الائتلافية مع “جانتس”، وبناء على طلبه. وفي اللحظة التي خرج فيها “جانتس”، لم يعد هناك إطار كهذا”، ولم يبقَ في “كابينت الحرب” بعد استقالة “جانتس” و “آيزنكوت”، غير نتنياهو، ووزير الأمن “يوآف جالانت”، والوزير المقرّب من نتنياهو “روني ديرمر”، ورئيس حركة شاس “آرييه درعي”.

زر الذهاب إلى الأعلى