عربي ودولي

اليوم 270.. قصف عنيف وخطة للمرحلة الثالثة ما بعد الحرب وحديث عن نقل معبر رفح

مع دخول العدوان على غزة يومه الـ270، تعرضت خان يونس لقصف عنيف أوقع شهداء وجرحى في وقت يستعد فيه الجيش الإسرائيلي لعملية عسكرية جديدة بالمدينة.

وشن الجيش فجر اليوم الثلاثاء، غارات عنيفة مستهدفا أنحاء متفرقة من القطاع، فيما أفادت وسائل إعلام فلسطينية بوصول 8 شهداء وعدد من الإصابات إلى مستشفى ناصر الطبي إثر سلسلة من الاستهدافات في شرق رفح و شرق خانيونس جنوبي القطاع، فضلا عن وقوع شهداء وإصابات جراء قصف الاحتلال منزلا شمال غرب النصيرات وسط القطاع.

ميدانيا، واصلت المقاومة الفلسطينية عملياتها ضد قوات الاحتلال بعدة محاور، وأقر الاحتلال بإصابة 4021 عسكريا منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، بينهم 2032 منذ بدء الهجوم البري على غزة في 27 من الشهر ذاته.

القطاع الطبي

بدأت طواقم طبية وفنية، مساء أمس الاثنين، إخلاء “مستشفى غزة الأوروبي” من المرضى والجرحى والأدوات والأجهزة الطبية، بعد إنذار إسرائيلي بإخلاء منطقة الفخاري التي يقع في نطاقها المستشفى، ومناطق شرقية أخرى بمدينة خانيونس جنوب القطاع.

في موازاة ذلك، قال مدير مجمع الشفاء بغزة محمد أبو سلمية، إن معتقلين فلسطينيين استشهدوا في سجون الاحتلال الإسرائيلي جراء التحقيق ونقص العلاج بينهم أفراد من طواقم طبية وكبار بالسن، في حين بدأت طواقم طبية وفنية، مساء الاثنين، إخلاء مستشفى غزة الأوروبي من المرضى والجرحى والأدوات والأجهزة الطبية، بعد إنذار إسرائيلي بإخلاء منطقة الفخاري التي يقع في نطاقها المستشفى، ومناطق شرقية أخرى بمدينة خانيونس.

المرحلة الثالثة من الحرب

يستعد جيش الاحتلال للانتقال إلى “المرحلة الثالثة” من حربه، والتي تركّز على عمليات دهم واعتقالات واغتيالات موضعية على غرار العمليات العسكرية لجيش الاحتلال في الضفة الغربية.

وقالت وسائل إعلام عبرية، اليوم الثلاثاء، إن رئيس حكومة الاحتلال أجرى يوم الأحد مشاورات أمنية بهذا الخصوص، مع كل من وزير الأمن “جالانت”، وعدد من كبار مسؤولي الجيش، وأشارت صحيفة “هآرتس” إلى أن المشاورات تنبئ بنهاية مرحلة النيران المكثّفة في الحرب، وقرب نهاية العمليات العسكرية في رفح جنوبي القطاع.

وأضافت أن الاتجاه الآن، يركز على تقليص القوات في قطاع غزة، والتحوّل إلى أسلوب دهم أهداف تابعة لحركة حماس هناك، ونقل الوحدات إلى الحدود الشمالية، مشيرة إلى أن “السؤال الرئيسي هو كيفية تغليف هذه الخطوة برواية تقنع الجمهور الإسرائيلي بأن الحكومة والجيش، قد حققا جزءا كبيرا من أهداف الحرب، على الرغم من أن “حماس” لم تُهزم بشكل كامل ولم تتم إعادة 120 محتجزا إسرائيليا بعد”.

نقل معبر رفح

تثير التسريبات الإسرائيلية حول “التنسيق مع المصريين” بشأن خطة لجيش الاحتلال لبناء عائق خاص بمحور “فيلادلفيا” على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر، يشمل جزءا علويا فوق الأرض وجدارا تحت الأرض، لمنع حفر الأنفاق في المستقبل، وبناء “معبر رفح جديد” في نقطة التقاء “الحدود الثلاثة” بين القطاع ومصر والأراضي المحتلة ليكون أقرب إلى معبر كرم أبو سالم، مخاوف من أن تكون التسريبات في إطار ضغوط تمارسها إسرائيل على مصر، من أجل الموافقة على خطة نقل معبر رفح، وتأتي الضغوطات بهدف تجاوز عقبة الأزمة الإنسانية الخطيرة التي خلفها إغلاق معبر رفح البري بعد استيلاء الاحتلال عليه من الجهة الفلسطينية في مايو الماضي، وتوقف وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وفشل كل الخطط الأخرى الخاصة بإيصالها، على رأسها الميناء الأميركي العائم قبالة سواحل غزة.

ويبدو من التصريحات الرسمية الإسرائيلية حول ضرورة السيطرة على محور “فلادليفيا”، أن تل أبيب تريد التملص من اتفاقية المعابر لسنة 2005 الموقعة مع القاهرة، والتي تنص على أن محور صلاح الدين “فيلادلفيا” يخضع للسيطرة الفلسطينية، وعلى أن المتحكم في معبر رفح هي مصر والسلطة الفلسطينية.

ردا على تقرير القناة الـ12 الإسرائيلية، أول من أمس الأحد، والذي كشف عن الخطة الإسرائيلية الخاصة بمحور “فيلادلفيا”، وزعم موافقة مصر على نقل معبر رفح أو بناء منفذ جديد بالقرب من معبر كرم أبو سالم، نقلت وسائل إعلام مصرية رسمية عن مصدر “رفيع المستوى”، أول من أمس، تشديده على “عدم وجود أي مباحثات مصرية لإشراف إسرائيلي على معبر رفح”، وأضاف المصدر أن “مصر تتمسك “بانسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من الجانب الفلسطيني من المعبر”، كما “ترفض دخول أي قوات مصرية إلى داخل قطاع غزة”، وقال إن “ترتيب الأوضاع داخل القطاع بعد العملية العسكرية الجارية هو شأن فلسطيني”.

جديد السياسة

قال وزير الخارجية الأميركي “أنتوني بلينكن”، أمس الاثنين، إن بلاده انخرطت في جهود حثيثة مع مصر وقطر من أجل الدفع بمقترح الرئيس “جو بايدن” لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأضاف “بلينكن”، خلال جلسة نقاش بشأن السياسة الخارجية لإدارة “بايدن” في معهد “بروكينجز” بالعاصمة واشنطن، أنه “يجب أن تكون هناك خطة واضحة وقابلة للتحقق لإدارة شؤون قطاع غزة في اليوم التالي للحرب”.

وتابع بلينكن: “إذا لم تكن هناك خطة لحكم غزة فهناك ثلاثة احتمالات: إما عودة حماس، أو احتلال إسرائيلي، أو أن تسود الفوضى، ولن نقبل بذلك”، وشدد على أن “بلاده انخرطت مع مصر وقطر بجهود حثيثة لوقف إطلاق النار في غزة”.

تقود قطر ومصر والولايات المتحدة وساطة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، ونجحت في إقرار هدنة مؤقتة استمرت أسبوعا حتى مطلع ديسمبر الماضي، أسفرت عن تبادل أسرى فلسطينيين ومحتجزين إسرائيليين بين تل أبيب وحماس، وإدخال كميات شحيحة من المساعدات إلى القطاع المحاصر منذ 18 عاما.

ولم تثمر جهود مماثلة للدول الثلاث بعد في الوصول إلى هدنة أخرى، رغم اجتماعات متكررة بين باريس والقاهرة والدوحة، وسبق أن وافقت الفصائل الفلسطينية في 6 مايو على مقترح اتفاق لوقف الحرب وتبادل الأسرى والمحتجزين طرحته مصر وقطر، لكن إسرائيل رفضته بزعم أنه “لا يلبي شروطها”.

زر الذهاب إلى الأعلى