عربي ودولي

اليوم 280 للعدوان.. قوات الاحتلال تتراجع في تل الهوى وشارع الصناعة وبايدن: لابد من توقف الحرب بغزة الآن

في اليوم الـ280 من العدوان الإسرائيلي، قال الدفاع المدني في غزة إن قوات الاحتلال تتراجع عن مناطق في تل الهوى وشارع الصناعة، مشيرا إلى أن طواقمه تتحرك لانتشال جثث الشهداء هناك.

ويأتي ذلك في أعقاب معارك ضارية أمس بين المقاومة وقوات الاحتلال، إذ بثت كتائب القسام مشاهد لتدمير مقاتليها آلياتٍ ودبابات للاحتلال وقنصها جنودا، كما تضمنت المشاهد جانبا من حياة المقاتلين اليومية.

جديد الهدنة

قال “جيك سوليفان” مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن هناك تفاصيل كثيرة لا تزال بحاجة إلى الانتهاء منها للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، والإفراج عن الأسرى المحتجزين في قطاع غزة.

وأوضح سوليفان للصحفيين: “لا تزال هناك أميال يجب قطعها قبل أن نضع اللمسات النهائية إذا كنا قادرين على وضعها. لذا، لا أريد أن أقول إن الأمر بات وشيكاً، لكن ينبغي ألا يكون ذلك بعيد المنال إذا جاء الجميع وهم عازمون على إتمامه”، مضيفًا أنه لا توجد تغييرات في السياسة المتعلقة بإرجاء واشنطن شحنة قنابل زنة ألفي رطل إلى إسرائيل.

لاحقا، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أن إدارته تحرز تقدما نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض “هذه قضايا صعبة ومعقدة. لا تزال هناك ثغرات يجب سدها. نحن نحرز تقدما. الاتجاه إيجابي، وأنا مصمم على إنجاز هذا الاتفاق ووضع حد لهذه الحرب التي يجب أن تنتهي الآن”.

وشدد على أن الحرب في غزة يجب أن تنتهي الآن، مضيفا أن إسرائيل وحركة حماس قبلتا بالإطار الذي طرحه لوقف إطلاق النار في غزة، لكنه أضاف أنه لا تزال هناك فجوات يتعين سدها. وتابع بايدن في مؤتمر صحفي “هذا الإطار مقبول الآن من كل من إسرائيل وحماس، ولذلك أرسلت فريقي إلى المنطقة لصياغة التفاصيل”.

كما قال إنه ينبغي ألا يكون هناك احتلال إسرائيلي لغزة بمجرد انتهاء الحرب. وأضاف بايدن في مؤتمر صحفي أنه يدعم محاولات إسرائيل لهزيمة مسلحي حماس في غزة لكن “الوقت حان لإنهاء هذه الحرب”. وعبر عن دعمه للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

شروط الطرفين

من جهته، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، أن احتفاظ إسرائيل بالسيطرة على المنطقة الحدودية بين مصر وغزة بهدف منع “تهريب الأسلحة” لحماس هو أحد أربعة شروط وضعتها حكومته لوقف إطلاق النار في القطاع.

وقال “نتنياهو” إن شرط استمرار سيطرة الجيش الإسرائيلي على “ممرّ فيلادلفيا ومعبر رفح” اللذين احتلّهما بداية مايو هو أحد “أربعة مبادئ” طرحتها حكومته في إطار المفاوضات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين في القطاع.

من جهتها، تشترط حماس أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من هذه المنطقة.

وممرّ فيلادلفيا هو منطقة عازلة عبارة عن شريط ضيّق أنشأه الجيش الإسرائيلي خلال احتلاله الثاني لقطاع غزة (1967-2005). وهذه المنطقة العازلة يبلغ اليوم عرضها مئة متر على الأقل، وأكثر من ذلك في بعض الأماكن، وتمتدّ بطول الحدود بين قطاع غزة ومصر والبالغة 14 كيلومترا.

أما معبر رفح فهو نقطة الدخول البرية الرئيسية للمساعدات الإنسانية إلى غزة وصلة الوصل البرية الوحيدة بين القطاع ودولة أخرى غير إسرائيل، والمعبر مغلق منذ شنّت القوات الإسرائيلية مطلع مايو هجوما برّيا كبيرا على رفح، المدينة الكبيرة التي كان قد نزح إليها غالبية سكان القطاع.

مراحل الإتفاق

وفقا لمسؤولين أميركيين، ينص الاتفاق على إنهاء الحرب على غزة على ثلاث مراحل، الأولى هي وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، تقوم حركة حماس خلالها بإطلاق سراح 33 من المحتجزين الإسرائيليين، بما في ذلك جميع المحتجزات، وجميع الرجال فوق سن الخمسين وجميع الجرحى. وفي المقابل، سيطلق الاحتلال الإسرائيلي سراح مئات الأسرى الفلسطينيين من سجونه ويسحب قواته من المناطق المكتظة بالسكان باتجاه الحدود الشرقية لغزة. وسوف تتدفق المساعدات الإنسانية، وسيتم إصلاح المستشفيات، وستبدأ الطواقم بإزالة الأنقاض. و”إذا استغرقت المفاوضات أكثر من ستة أسابيع للمرحلة الأولى، فإن وقف إطلاق النار سيستمر ما دامت المفاوضات مستمرة”، بحسب ما نقلته الصحيفة.

وزعمت الصحيفة أن حركة حماس والاحتلال قبلا خطة “الحكم المؤقت” التي ستبدأ بالمرحلة الثانية، والتي لن تحكم فيها الحركة أو الاحتلال غزة. وسيتم توفير الأمن من خلال قوة تدربها الولايات المتحدة ويدعمها حلفاء عرب معتدلون، من مجموعة أساسية تتألف من نحو 2500 من أنصار السلطة الفلسطينية في غزة الذين قام الاحتلال بالفعل بفحصهم. وقال مسؤول أميركي إن “حماس” أبلغت الوسطاء بأنها “مستعدة للتخلي عن السلطة لترتيبات الحكم المؤقت”.

ومع اتساع نطاق الأمن في غزة بعد الحرب، يمكن تصور الاتفاق في المرحلة الثالثة، كما وصفه قرار الأمم المتحدة بأنه “خطة إعادة إعمار متعددة السنوات”، حسب الصحيفة، التي قالت إن الوسيطة مصر قدمت المساعدة في اللحظة الأخيرة من خلال قبول اقتراح أميركي مبتكر بإغلاق أي أنفاق جديدة عبر الحدود بين مصر وغزة بعد سحب الاحتلال لقواته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى