الدولار يسجل قفزة جديدة أمام الجنيه والبنك المركزي يتدخل من جديد
شهدت أسعار الدولار أمام الجنيه قفزة جديدة في البنوك المحلية على مدار اليومين الماضيين، ليسجل نحو 48.45 جنيها للبيع، بعد استقرار نسبي حققه خلال الأسبوع الماضي عند مستويات أقل من 48 جنيهاً للدولار بجميع البنوك.
شح في المعروض
اقتصاديون أرجعوا صعود الدولار لوجود شح في العرض بالبنوك، التي لم تتمكن من الوفاء باحتياجات المستوردين والمستثمرين، وعدم وضوح الرؤية لمناقشات صندوق النقد الدولي حول طلب مصر الحصول على قروض بقيمة 2.2 مليار دولار، التي كان مقرراً الموافقة عليها خلال اجتماع مجلس إدارة الصندوق الاثنين المقبل.
أمر متوقع
المحلل المالي بمجموعة “سيجما كابيتال” لتداول الأوراق المالية، هاني عامر، قال للعربي الجديد إن زيادة الدولار كانت أمراً متوقعاً في ظل زيادة الديون الخارجية، التي تقدر بنحو 170 مليار دولار، وحلول موعد سداد فوائد وأقساط الديون، بينما تتراجع مصادر النقد الأجنبي، زادت حدتها مع غموض موقف صندوق النقد من منح مصر القرض المقرر لها منذ عدة أشهر، في جلساته المقبلة، وتأخر وصول القروض المقررة من الاتحاد الأوروبي لمدة شهرين آخرين.
وأوضح “عامر” أن التزامات الدولة تجاه الدائنين، تسبب ضغوطاً على الدولار لدى البنوك والبنك المركزي.
تواجه الحكومة ضغوطاً من قبل الشركات الدولية والمستثمرين الراغبين في سداد مستحقاتهم المتأخرة، على مدار عامين لدى الجهات الرسمية، وخاصة لدى قطاع البترول، التي تزيد عن 6 مليارات دولار.
تدخل البنك المركزي
رصد خبراء عودة البنك المركزي للتدخل في تحديد سعر الصرف، على مدار اليومين الماضيين، فقد لجأ “المركزي” إلى دعم الجنيه مقابل الدولار والعملات الصعبة، ليحول دون سقوطه، دون أن يساهم في توفيره للبنوك المحلية، بالكميات المطلوبة من العملاء من الشركات والأفراد. وأكد خبراء عودة البنك المركزي للتشدد النقدي، بعرقلة الموافقات الممنوحة للمستثمرين لتمويل عمليات الإفراج عن السلع ومستلزمات الإنتاج للمصانع، الموجودة بالمنافذ الجمركية، التي يجري التعاقد على شرائها، وفقاً للسياسات التي سادت عقب اندلاع الحرب في أوكرانيا فبراير 2022.
وتسبّب البنك المركزي في ارتفاع المضاربة بين البنوك على شراء الدولار، بأعلى سعر، حيث تراوح الدولار ما بين 48.36 جنيهاً للبيع و48.46 للشراء.