اليوم 298 للعدوان.. 130 ألف شهيد وجريح بغزة وأمريكا تسابق الزمن لمنع إسرائيل من توجيه ضربة للبنان
استشهد عدد من المدنيين الفلسطينيين وأصيب آخرون، فجر الثلاثاء، في قصف للاحتلال استهدف مدينتي خانيونس وغزة، وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن العديد من المواطنين استشهدوا في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في بلدة عبسان الجديدة شرق خانيونس جنوب القطاع.
كما أصيب عدد من المواطنين في قصف اسرائيلي مماثل لكنيسة القديس برفيريوس التي تؤوي نازحين في محيط المستشفى المعمداني وسط مدينة غزة، واستهدفت مدفعية الاحتلال محيط مدارس العودة التي تؤوي نازحين شرق خانيونس، بينما استهدفت غارة اسرائيلية منزلا في “جورت اللوت” شرق المدينة.
في ذات الوقت انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من المناطق الشرقية لمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة، إن جيش الاحتلال خلف دمارا هائلا في أحياء عدة بمدينة خانيونس، وأضاف، أن تقليص جيش الاحتلال مساحة المناطق التي يدعي أنها آمنة يزيد من معاناة النازحين.
حصيلة الشهداء
يواصل الاحتلال حرب غزة لليوم الـ298 على التوالي بدعم أميركي مطلق، حيث خلفت الحرب الوحشية على القطاع أكثر من 130 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن عشرة آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة.
قالت وزارة الصحة إن الاحتلال ارتكب 3 مجازر وصل منها إلى المستشفيات 39 شهيدا و93 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي عدد الشهداء إلى 39 ألفا و363 شهيدا، فضلا عن 90 ألفا و923 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأوقفت الشرطة العسكرية 10 جنود من قاعدة سدي تيمان للتحقيق معهم في تهم تعذيب أسرى من غزة، بينما عبّرت شخصيات حكومية وبرلمانية إسرائيلية عن تضامنها مع الضالعين في التعذيب.
قصف مدارس الأونروا
في وقت سابق من هذا الشهر، أوضح المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، فيليب لازاريني، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف ثلثي مدارس الوكالة الأممية في غزة منذ بدء العدوان المتواصل على غزة في 7 أكتوبر الماضي.
وأشار إلى أن “المدارس تحولت من أماكن آمنة للتعليم والأمل للأطفال، إلى ملاجئ مكتظة، وغالبا ما ينتهي بها الأمر إلى مكان للموت والبؤس”.
وحذرت “أونروا” في وقت سابق من الشهر الجاري، من فقدان جيل كامل في التعليم من الأطفال في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي.
جديد المفاوضات
على صعيد المفاوضات الرامية إلى وقف حرب غزة وتبادل الأسرى، قالت حركة حماس، في أول تعليق لها على مخرجات اجتماع روما، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عاد من جديد إلى “استراتيجية” المماطلة والتهرب من الوصول إلى صفقة في غزة، من خلال وضع شروط ومطالب جديدة.
واجتمعت أطراف الوساطة في العاصمة الإيطالية، أمس الاثنين، لبحث صفقة وقف إطلاق النار في غزة، بمشاركة كل من رئيس “الموساد” الإسرائيلي ديفيد برنيع، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.
إسرائيل وضرب لبنان
نقلت وكالة “رويترز” عن خمسة أشخاص مطلعين الإثنين 29 يوليو 2024،أن الولايات المتحدة تقود حملة دبلوماسية لردع إسرائيل عن ضرب العاصمة اللبنانية بيروت أو البنية التحتية المدنية الرئيسية بعد تهديداتها بشن هجوم عقب حادثة بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان المحتلة.
ووفقا للوكالة، فإن واشنطن تسابق الزمن لتجنب حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران بعد الهجوم على الجولان الذي تحتله إسرائيل والذي تسبب في مقتل 12 طفلا وفتى السبت 27 يوليو.
وبحسب الأشخاص الخمسة وبينهم مسؤولون لبنانيون وإيرانيون بالإضافة إلى دبلوماسيين من الشرق الأوسط وأوروبا، فإن الدبلوماسية المكوكية تركز على تقييد رد إسرائيل من خلال حثها على عدم استهداف بيروت المكتظة بالسكان، أو الضاحية الجنوبية معقل حزب الله، أو البنية التحتية الرئيسية مثل المطارات والجسور.
إلى ذلك، قال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني “إلياس بوصعب” لـ “رويترز” إن إسرائيل يمكن أن تتجنب خطر التصعيد الكبير من خلال تجنب العاصمة ومحيطها.
وأضاف أنه على اتصال بالوسيط الأمريكي “آموس هوكشتاين” منذ هجوم الجولان السبت، موضحاً: “إذا تجنبوا المدنيين وبيروت وضواحيها، فإن هجومهم سيكون محسوبا جيدا”.
من جانبه قال مسؤول إيراني، إن واشنطن نقلت رسائل لطهران 3 مرات منذ السبت، محذرة من أن التصعيد سيكون ضارا لكل الأطراف.
فيما قال مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل تريد إلحاق الأذى بحزب الله لكنها لا تريد جر المنطقة إلى حرب شاملة. وقال الدبلوماسيان إن إسرائيل لم تتعهد بتجنب توجيه ضربات إلى بيروت، أو ضواحيها، أو البنية التحتية المدنية.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إنها لن تعلق على تفاصيل المحادثات الدبلوماسية. قال متحدث باسم الوزارة لرويترز: “دعمنا لأمن إسرائيل قوي ولا يتزعزع في مواجهة كل التهديدات المدعومة من إيران، بما في ذلك حزب الله”.
وبينما اتهم الجيش الإسرائيلي “حزب الله” بالوقوف خلف حادث “مجدل شمس” وتوعد بالرد، نفى الحزب قطعيًا أي مسؤولية عنها.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراض لبنانية في الجنوب، وهضبة الجولان السورية المحتلة، فضلاً عن الأراضي الفلسطينية.
ومساء الأحد، فوض مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية “الكابينت” “نتنياهو ووزير الدفاع “يوآف جالانت” بـ”اتخاذ القرار بشأن نوع وتوقيت الرد على حزب الله”.
ووفق محللين عسكريين إسرائيليين، ترغب تل أبيب في توجيه “ضربة قوية” للحزب في لبنان، لكن دون الانزلاق إلى “حرب شاملة وإقليمية”.