رياضة

آخر مرة كانت من 60 عاما.. مصر تبلغ نصف نهائي الأولمبياد للمرة الثالثة في تاريخها.. هل يفعلها الفراعنة؟

كرر منتخب مصر إنجازه ببلوغ نصف نهائي الأولمبياد للمرة الثالثة، في منافسات كرة القدم للرجال، بعدما تغلب على “باراجواي” بركلات الترجيح يوم أمس الجمعة.

وعادت مصر من بعيد وحجزت بطاقتها بصعوبة بفوزها على المنتخب الجنوب أمريكي 5-4 بركلات الترجيح (الوقتان الأصلي والإضافي 1-1)، وتأهلت للمرة الثالثة في تاريخها بعدما أنهت نسختي 1928 و1964 في المركز الرابع.

وتأهلت مصر إلى نصف نهائي 1928 في “أمستردام” الهولندية بعد فوزها على البرتغال 2 – 1 لتخسر في نصف النهائي أمام الأرجنتين 6 – صفر، وتخسر البرونزية أمام إيطاليا بنتيجة ثقيلة 11 – 3.

وبلغ “الفراعنة” نصف نهائي 1964 في “طوكيو” اليابانية بهزيمة غانا 5 – 1 في ربع النهائي قبل خسارتهم من المجر 6 – صفر في نصف النهائي ومن ألمانيا الشرقية 3 – 1 في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.

أسباب الفوز

لعب العديد من الأسباب الفنية دور البطولة المطلقة في التأهل التاريخي للمنتخب الأوليمبي، أبرزها قراءة المدرب البرازيلي “روجيرو ميكالي” الجيدة للأحداث في أرض الملعب، سواء عندما بدأ اللقاء بتحفظ في الوسط، وأعاد اللعب بثلاثة لاعبي ارتكاز بشكل صريح، واعتمد على ثلاثي محمد النني ومحمود صابر ومحمد شحاتة لمنع باراغواي من بناء الهجمات، أو خلال التغييرات الناجحة التي صنعت الفارق خاصة بعدما تأخر المنتخب وساهم الثلاثي بلال مظهر ومصطفى ميسي وكريم الدبيس في الانتصار، ويحسب للمدرب نجاحه في توزيع الجهد البدني للاعبيه في المباراة التي دامت 120 دقيقة، وحفاظه على سجله خاليا من أي هزيمة للمباراة الرابعة على التوالي.

التحق منتخب مصر بمنتخب المغرب، وضمنت مصر والمغرب حصول العرب على ميدالية أولمبية جديدة، ستكون الأولى لكرة القدم العربية على مرّ تاريخها بالمسابقة الأولمبية، على اعتبار أن أحد المنتخبين ضمن على الأقل الحصول على الميدالية البرونزية في أسوأ الأحوال، إذا لم يتمكنا من بلوغ المباراة النهائية، التي ستمكنهما من الحصول على الميدالية الذهبية والميدالية الفضية.

وحفظت كرة القدم ماء وجه العرب في “أولمبياد” باريس حتى الآن، على اعتبار الفشل الكبير لبقية الرياضيين، في الرياضات الفردية، باستثناء الميدالية الفضية التي غنمها التونسي فارس الفرجاني في المبارزة بالسيف، والمصري محمد السيد في نفس الرياضة، في انتظار ما ستُسفر عنه الأيام المقبلة في “الأولمبياد”.

ميلاد حارس مرمى عملاق

شهدت الكرة المصرية مولد حارس عملاق اسمه حمزة علاء حارس مرمى المنتخب الأولمبي، الذي يمثل حالة خاصة جدا، بوصفه حارسا فذا، تألق في “أولمبياد”باريس بالصدفة، وصنعته مقاعد البدلاء، وليس المشاركة في المباريات أساسيا، حتى استحق لقب “الأخطبوط الجديد”، ولعب حمزة علاء حارس مرمى منتخب مصر دور البطولة المطلقة في قيادة منتخب “الفراعنة” إلى نصف نهائي منافسات كرة القدم في باريس 2024، عندما تألق أمام باراغواي في الدور ربع النهائي، وتصدى لركلة ترجيح، ليخرج المنتخب المصري فائزا (5-4) بركلات الترجيح من نقطة الجزاء، ويتأهل إلى نصف النهائي بعد غياب 60 عاما، بخلاف تصديات مؤثرة في المباراة خلال الوقتين الأصلي والإضافي التي انتهت بالتعادل (1-1).

وشهدت مسيرة حمزة علاء (22 عاما) مع منتخب مصر في أولمبياد باريس حتى المربع الذهبي، أرقاما مثيرة، حين تصدّى الحارس لثلاث تسديدات من أصل ثلاث محاولات مباشرة في مباراة مصر مع الدومينيكان بدور المجموعات، ونال تقدير 7.1، ثم تصدى لنفس العدد بلقاء مصر وأوزبكستان، ونال تقدير 7.4، وتصدى لخمس تسديدات من ست محاولات في لقاء مصر مع إسبانيا، ونال تقييم 7.5، وأخيرا في لقاء “باراجواي”، تصدى لست تسديدات من سبع محاولات، ونال تقدير 7.8، وكان بطل تأهل منتخب مصر إلى الدور نصف النهائي.

وعانى حمزة علاء من عدم المشاركة في المباريات برفقة ناديه الأهلي، رغم امتلاكه مستوى مميزا، وغاب عن التشكيلة في عصر السويسري مارسيل كولر المدير الفني، منذ تصعيده لقائمة الفريق الأول في صيف عام 2023، وأدّى دور الحارس الرابع في تشكيلة الأهلي، بعد زميليه محمد الشناوي ومصطفى شوبير، ومحمود الزنفلي المعار قبل أشهر، والذي تم التعاقد معه في الميركاتو الشتوي.

لعبت الصدفة دور البطولة المطلقة في مشاركة حمزة علاء أساسيا في منتخب مصر الأولمبي، حيث كان يفترض أن يكون الحارس الثاني، بعدما قرر البرازيلي روجيرو ميكالي مدرب “الفراعنة”، اختيار محمد الشناوي حارس مرمى الأهلي الأول ضمن القائمة، ورفض الأهلي الطلب، ثم حاول المدرب ضمّ مصطفى شوبير حارس الأهلي الثاني، ولكن الأخير بمشاركة الأهلي تحفظ أيضاً، ليصبح حمزة علاء الحارس الأول في تشكيلة المنتخب الأولمبي، وينال حقه أمام الجميع.

ولمع اسم حمزة علاء حارس مرمى الأهلي والمنتخب الأولمبي، الذي تدرج في المراحل السنية بقطاع الناشئين بالنادي، في كأس الأمم الأفريقية (تحت 23 عاما) التي جرت في المغرب صيف العام الماضي، والتي تمثل المولد الحقيقي بالنسبة إلى الحارس، وشهدت اختياره أفضل حارس مرمى في البطولة، بعدما صعد بالمنتخب بمستويات مميزة إلى المباراة النهائية التي خسرها الفريق أمام صاحب الأرض، وحافظ على نظافة شباكه في عدة مباريات، وكان النجم الأول في تشكيلة “الفراعنة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى