مشاورات مصرية إثيوبية جديدة بشأن سد النهضة برعاية تركيا

كشفت صحيفة العربي الجديد عن مشاورات تجريها تركيا بين مصر وإثيوبيا بشان أزمة سد النهضة، في ظل استمرار رفض الأخيرة التوقيع على اتفاق قانوني ملزم بشأن عملية ملء وتشغيل السد.
وبحسب الصحيفة، فإن تركيا تتولى أبرز تلك الاتصالات، عبر وزير خارجيتها هاكان فيدان، الذي نقل بالفعل رسائل بين كل من مصر وإثيوبيا خلال زيارات مكوكية قام بها لكلا البلدين في الأيام الماضية.
وأوضحت أن أنقرة عرضت على الطرفين تأدية دور في تقريب وجهات النظر بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي، وهو ما لاقى قبولاً وترحيباً من جانب القاهرة وأديس أبابا، خصوصاً أن تركيا تعمل جاهدة على التوصل لحل يرضي جميع الأطراف بحكم علاقتها الطيبة بالطرفين.
إثيوبيا تتمسك بموقفها
لكن في ذات الوقت فإن الرسائل التي وصلت إلى الجانب المصري من الجانب الإثيوبي، تضمنت تمسك أبي أحمد برفض الالتزام بتمرير حصص محددة من مياه النيل الأزرق إلى كل من مصر والسودان، سواء خلال مرحلة الملء الحالية أو المقبلة، وكذا خلال عملية تشغيل السد عقب الانتهاء من عملية ملء خزانه”.
وتضمنت أيضاً “التمسك بأن بلاده ستحصل على احتياجاتها من المياه لعمليات الزراعة الدائمة، إضافة إلى الكميات اللازمة للملء الخامس للسد”، باعتبار تلك المياه “مورداً طبيعياً” خاصاً بإثيوبيا، “يأتي عبر تساقط مياه الأمطار على أراضيها، مثله مثل البترول والغاز الطبيعي لدى دول أخرى، وأنه لا يمكن لأي طرف أن يفرض على بلاده حدوداً لاستغلال ذلك المورد”.
الرد المصري
وفي المقابل، نقل مسؤولون مصريون، عبر أنقرة رسائل إلى أديس أبابا، حددت خلالها القاهرة “مستوىً معيّناً من العجز المائي، يعد بمثابة خط أحمر يجب على أديس أبابا عدم تجاوزه تحت أي ظرف، لعدم الذهاب بأزمة سد النهضة إلى منحى جديد من التصعيد لن يخرج منه أي طرف كاسباً”.
وشدد المسؤولون المصريون على أن الحل “لا يزال هو التوصل إلى اتفاق ينظم عملية ملء سد النهضة وتشغيله، ويضمن التكامل بين دول المنبع والمصب”.
وفي السياق، قال السفير المصري السابق لدى تركيا، عبد الرحمن صلاح، في تصريح لـ”العربي الجديد”، إنه بخصوص سد النهضة “فتركيا ثاني أكبر مستثمر في إثيوبيا بعد الصين، إذ تعمل أكثر من 200 شركة تركية في إثيوبيا”، مضيفاً أن “أديس أبابا تتلقى من تركيا أيضاً مساعدات عسكرية ساعدت حكومتها على حسم الحرب الأهلية الأخيرة لصالحها (2022)”. ولفت إلى أن تركيا “عرضت قبل ذلك التوسط بين السودان وإثيوبيا لحل نزاعات الحدود بين البلدين”، معتبراً أنها “يمكن أن تساهم مع بقية الدول التي توسطها مصر، في إقناع الحكومة الإثيوبية بقبول حل وسط مع مصر بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي”.