تنديد عربي واسع بعد دعوات بن غفير ببناء كنيس في الأقصى
أثار وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، الجدل بعدما شكك في الوضع القائم في باحات المسجد الأقصى، مبديا تأييده بناء كنيس في المكان، ما دفع عدد من الدول العربية لإصدار “بيانات إدانة”.
وقال بن غفير في لقاء مع إذاعة “غالي” التابعة للجيش الإسرائيلي، “لو كان بإمكاني فعل أي شيء أريده، فسوف أضع العلم الإسرائيلي في الموقع”، في إشارة الى باحة المسجد الأقصى.
وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، على الفور بيانا يؤكد مجددا موقف إسرائيل الرسمي الذي يقبل بالقواعد المعمول بها منذ عقود وتقيد صلاة غير المسلمين في المسجد الأقصى.
وقال مكتب نتانياهو “لا تغيير في الوضع القائم في جبل الهيكل”.
تنديد واسع
وأعربت دول عربية، عن رفضها تصريحات “بن غفير”، بشأن إقامة كنيس يهودي بالمسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، محذرة من تأثيرها على مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
جاء ذلك في بيانات رسمية صادرة عن قطر والإمارات ومصر والأردن والسعودية وفلسطين، بعد أن ادعى “بن غفير” في تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أن “السياسة (الحكومة) تسمح بالصلاة في جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، وهناك قانون متساو بين اليهود والمسلمين… كنت سأبني كنيسا هناك”.
حيث دانت الخارجية المصرية، تصريحات بن غفير باعتبارها “انتهاكا للقانون الدولي، وتحريضا مرفوضا يتطلب موقفا دوليا واضحا بإدانته والتصدي له”.
بدورها، حذّرت وزارة الخارجية الفلسطينية، من “مخاطر دعوات بن غفير وتحريضه على بناء كنيس في المسجد الأقصى”.
في عمان، دانت وزارة الخارجية الأردنية في بيان تصريحات “بن غفير”، وقالت إن “المسجد الأقصى المبارك، الحرم القدسي الشريف وبكامل مساحته البالغة 144 دونما، هو مكان عبادة خالص للمسلمين”، مطالبة بـ”موقف دولي واضح بإدانته والتصدي له”.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إنها تعرب عن “إدانتها لتصريح وزير في حكومة الاحتلال الإسرائيلي دعا فيه إلى إقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى المبارك”.
وفي أبوظبي، أعربت الإمارات عن إدانتها واستنكارها الشديدين لتصريحات “بن غفير”، مشددة على “ضرورة احترام إسرائيل للوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس وعدم المساس به”.
وقالت قطر في بيان الخارجية إنها “تدين تلك التصريحات وتعدها امتدادا لمحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى، واستفزازا لمشاعر المسلمين في العالم”.
اقتحامات الأقصى مستمرة
دخل “بن غفير” في أغسطس باحة المسجد الأقصى مع قرابة ثلاثة آلاف إسرائيلي أدوا الصلوات في المكان، وأثار ذلك ردود فعل فلسطينية وعربية ودولية منددة.
والمسجد الأقصى هو في صلب النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، ويطلق عليه اليهود اسم “جبل الهيكل” ويعتبرونه أقدس الأماكن الدينية عندهم.
وتسيطر القوات الإسرائيلية على مداخل الموقع الذي تتولى إدارته دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن.
وبموجب الوضع القائم بعد احتلال إسرائيل للقدس الشرقية في 1967، يمكن لغير المسلمين زيارة المسجد الأقصى في أوقات محددة بدون الصلاة، وهي قاعدة يخرقها أكثر فأكثر اليهود المتشددون.
ويعتبر الفلسطينيون ووزارة الأوقاف الأردنية زيارات اليهود القوميين إلى المسجد الأقصى استفزازا لمشاعر المسلمين.