محلي

إثيوبيا ترسل رسائل طمئنة لمصر حول المياه قبيل زيارة السيسي لأنقرة.. هل ينجح أردوغان فيما فشل فيه العالم؟

أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اكتمال بناء سد النهضة بنسبة 100% بحلول ديسمبر المقبل، واصفا ذلك بالإنجاز التاريخي.

وأضاف أن نسبة إجمالي المياه في بحيرة السد بلغت 62.5 مليار متر مكعب، ومن المتوقع أن تبلغ حتى ديسمبر المقبل ما بين 70 إلى 71 مليار متر مكعب، من إجمالي السعة الكلية للسد البالغة 74 مليار متر مكعب، موضحا أنه سيتم تشغيل 3 توربينات أخرى في ديسمبر المقبل، ليبلغ اجمالي التوربينات 7 توربينات، فضلا عن القيام بحجز 900 مليون متر مكعب يوميا منذ الأسبوع الماضي.

تأتي تطورات السد الإثيوبي قبل أيام من زيارة السيسي أنقرة في الرابع من سبتمبر المقبل لعقد قمة مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، حيث من المرتقب حضور ملف سد النهضة على طاولة المباحثات في أنقرة بين السيسي وأردوغان، الذي تقود بلاده مبادرة للوساطة في أزمة سد النهضة بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى.

إثيوبيا تطمئن مصر

وفي وقت كانت تحتفل الحكومة الإثيوبية بانتهاء الأعمال الخرسانية والتقدم في عملية تشغيل السد، أعلن آبي أحمد أنه تم فتح بوابات في السد تطلق 2800 متر مكعب إضافي من المياه في الثانية، معتبرا أن “هذا الإطلاق المنظم بعناية سيعزز بشكل كبير الإنتاجية الزراعية، ويعزز توليد الطاقة، ويحسن استخدام الموارد في جميع أنحاء المنطقة”.

وقال إن سد النهضة “يؤدي دورا حاسما في إدارة تدفق المياه، وتخفيف مخاطر الفيضانات، وضمان حصول الدول الواقعة في مجرى النهر على إمدادات ثابتة من المياه، خصوصاً أثناء فترات الجفاف”، وهي التصريحات التي اعتبرها خبراء في المياه، رسالة طمأنة لكل من مصر والسودان.

وتعليقا على تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي، قال وزير الموارد المائية والري السابق، محمد نصر علام، إن “الهدف الرئيسي من الإعلان هو الإشادة بالإنجاز الإثيوبي وتشييد سد النهضة وعدد من التوربينات لتوليد الكهرباء”، مضيفا أن هناك “هدفاً ثانوياً وهو محاولة إرسال رسالة طمأنينة لمصر والسودان، وتوفير إمدادات مياه ثابتة لهما”. وشدّد على أن “الخطورة تتمثل في عدم اعتراف إثيوبيا بحصتي مصر والسودان، في مياه النيل، وبالتالي ما قد يتم توفيره من المياه لهما من خلال سد النهضة قد يكون أقل من احتياجاتهما”.

بدوره، رأى أستاذ هندسة السدود محمد حافظ، أن إعلان الحكومة الإثيوبية “المفاجئ” لشعبي مصر والسودان، بفتح ثلاث بوابات من البوابات الست بالمفيض الغربي الجانبي حقق ثلاثة أهداف في آن واحد، وهي: “أولا، الانصياع لطلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإيقاف الملء الخامس عند منسوب منخفض عن 640 مترا، وثانيا إظهار حرص أديس أبابا إعلاميا على إرضاء الدولة المصرية، وثالثا إجراء الاختبار الفني والتأكد من سلامة البوابات المعدنية فوق المفيض الجانبي”.

خبراء يشكوون

كشف الخبير عباس شراقي، أن آبي أحمد ربما لايعي معني تصريحاته هذا لو افترضنا صحتها، فما يقوله باكتمال بناء السد نهاية العام الحالي يعني اكتمال العمل الخرسانى، والتخزين، وتشغيل جميع التوربينات الـ 13، وحتى الآن ووفقا لمعدل الأداء فقد اكتمل بناء السد بالفعل خرسانيا بنسبة أكثر من 99%، أما كهربائيا فهذا أمر مشكوك فيه وغير دقيق.

وقال إنه تم الانتهاء من تركيب 4 توربينات فقط من إجمالى 13 توربين، وتأمل إثيوبيا في تركيب 3 توربينات أخرى بحلول ديسمبر المقبل، وسيستغرق تركيب التوربيانت الستة الباقية عاما على الأقل، موضحا أن التخزين الأخير لم يكتمل هذا الصيف، وبالتالى لابد أن ينتظر السد لصيف العام المقبل 2025، لاكتمال التخزين ، متسائلا بالقول كيف إذن يقول آبي أحمد اكتمال بناء السد وتشغيل التوربيات الـ 13 نهاية العام الحالي؟

وقال إن رئيس الوزراء الإثيوبي أكد أن التخزين سوف يصل فى ديسمبر إلى 70 أو 71 مليار مكعب، وطالما ذكر أن المياه المحتجزة حاليا تبلغ 62.5 مليار حاليا فهذا يعني إضافة من 7.5 إلى 8.5 مليار حتى نهاية العام علما بأن الأمطار تتوقف بدءا من نوفمبر فكيف يزيد المخزون من المياه خلال تلك الشهور المتبقية من العام؟

وعن الناحية القانونية لتصريحات رئيس وزراء أثيوبيا يقول الدكتور محمد نصر علام وزير الري الأسبق إن هذه التصريحات مخالفة لقواعد أساسية للقانون الدولي، حيث تحتجز أثيوبيا ، حوالي 125% من تدفق النهر لنفسها دون دولتى المصب، كما تستخدم المياه في الزراعة وتوليد الكهرباء بدون التنسيق مع دولتي المصب.

توقف المفاوضات

كانت مصر قد أعلنت وقف مشاركتها في مفاوضات سد النهضة بسبب التعنت الإثيوبي في المفاوضات التي جرت مؤخرا.

وشهدت العاصمة الأثيوبية “أديس أبابا” ديسمبر الماضي جلسات الاجتماع الرابع والأخير من مسار مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا الذي سبق إطلاقه في إطار توافق الدول الثلاث على الإسراع بالانتهاء من الاتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد في ظرف أربعة أشهر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى