التنافس على الصومال.. التوتر يتزايد في القارة السمراء بسبب مصر وإثيوبيا.. ماذا عن التفاصيل؟
أعلنت إثيوبيا، أن مهمة جديدة يقودها الاتحاد الأفريقي في الصومال قد تؤدي إلى تفاقم التوترات في القرن الأفريقي، بعدما أرسلت القاهرة مساعدات عسكرية إلى الصومال، حيث حذرت “أديس أبابا” من “مخاطر” محتملة واتهمت الصومال بالتواطؤ مع جهات فاعلة لم تسمّها سعيا إلى زعزعة استقرار المنطقة.
يأتي هذا التحذير بعدما أرسلت مصر، التي كانت على خلاف مع إثيوبيا لسنوات، معدات عسكرية إلى الصومال، وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية في بيان إن “المنطقة تدخل المجهول”، وأضافت: “لا يمكن لإثيوبيا أن تقف مكتوفة الأيدي بينما تتخذ أطراف فاعلة أخرى خطوات لزعزعة استقرار المنطقة”، وأكّدت الوزارة أنّها تتابع تطورات الوضع عن كثب.
توترات متصاعدة
العلاقات بين القاهرة و”أديس أبابا” متوترة منذ سنوات، ولا سيّما بسبب سد إثيوبيا الضخم الذي بنته أثيوبيا على نهر النيل، والذي يهدّد أمنها المائي، كما توترت العلاقات بين إثيوبيا والصومال بعد الاتفاق البحري الذي أبرمته إثيوبيا مع إقليم أرض الصومال (بونتلاند)، الانفصالي في الأول من يناير الماضي، والذي ينص على تأجير إثيوبيا لمدة 50 عاما 20 كيلومترا من ساحل أرض الصومال الواقع على خليج عدن.
وتقول سلطات أرض الصومال إنّه مقابل السماح لإثيوبيا بالوصول إلى البحر، فإن إثيوبيا ستصبح أول دولة تعترف بالمنطقة الانفصالية رسميا، وهو أمر لم تفعله أي دولة منذ أن أعلنت هذه المنطقة الصغيرة استقلالها من جانب واحد في 1991.
تعاون عسكري مصري صومالي
عززت مصر والصومال تعاونهما ووقعتا اتفاق تعاون عسكري في 14 أغسطس الحالي، وجاء توقيع بروتوكول التعاون العسكري بين مصر والصومال في وقتٍ وصفه المحللون بشديد الحساسية، نظرا لإعادة تشكّل التوازنات في منطقة القرن الأفريقي، التي تطلبت تعزيز شكل التحالف بين البلدين لحماية مصالحهما المشتركة. ورجح محللون أن توقيت التعاون العسكري بين الصومال ومصر حمل دلالات عدة، تمثلت في رغبة مصر للعودة إلى الصومال، والتي توّجت أخيرا بفتح مقر جديد لسفارتها في “مقديشو” بعد عقود غابت فيها مصر عن المنطقة، إلى جانب تناغم مصالح البلدين في ظل توسع أطماع إثيوبيا.
الاتفاق بين إثيوبيا وأرض الصومال يضاعف التوترات حول احتمالية نشوب صراع مسلح جديد بمنطقة القرن الأفريقي، والتي يمثل فيها الصومال أهمية استراتيجية للأمن القومي المصري، نظرا لموقعه الاستراتيجي وحدوده الممتدة مع منابع نهر النيل، حسبما يرى مراقبون.