ترجمات

مجلة أمريكية: رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "طاغية ومستبد"!

نشرت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية تقريرا مثيرا حول الدور الذي يلعبه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مطلقة وصف “الطاغية” و”المستبد” عليه.

التقرير قال إن حقبة محمود عباس التي تستمر منذ نحو عقدين، تميزت بانقسام داخلي وعدم توافق سياسي، وتابع أنه على رغم جهوده لتحقيق اتفاق سلام مع الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن عباس أعمل الوحدة السياسية الداخلية، مما أدى إلى فشله في كلا الجانبين.

ويضيف أن “عباس أظهر تناقضا واضحا بين قيادته واحتياجات الشعب الفلسطيني، مما ساهم في تدهور شعبيته ووضح دور عباس في الانقسام السياسي بين فتح وحماس، وفشله في تقديم استراتيجية واضحة للتحرر الوطني”.

وبحسب التقرير بأن “مستقبل القيادة الفلسطينية يعتمد على تجاوز هذه التوترات وإيجاد خليفة يمكنه توحيد الصف الفلسطيني”.

وأكد التقرير أن المشاكل التي تعيب زعامة عباس للسلطة الفلسطينية لها تاريخ طويل، فقد بدأت فترة ولايته بداية ميمونة في يناير 2005، في أعقاب وفاة ياسر عرفات، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس المؤسس للسلطة الفلسطينية، الذي تولى السلطة الفلسطينية لعقود من الزمان، ولكن عباس سرعان ما واجه نكسة تلو الأخرى.

وكان التطوران الرئيسيان على وجه الخصوص ــ فشل الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من غزة في أواخر عام 2005 وانهيار حكومة الوحدة الوطنية والحرب الأهلية التي أعقبت ذلك في غزة في عام 2007 ــ سبباً في إقصاء زعامته فعليا، فقد تولى عباس منصبه وهو يركز على هدفين مزدوجين هما توحيد الفصائل الفلسطينية المنقسمة تحت حكمه وتأمين اتفاق سلام من شأنه أن ينهي عقودا من الاحتلال الإسرائيلي ويؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وعلى النقيض من عرفات، الذي سعى في كثير من الأحيان إلى استغلال العنف السياسي، كان عباس ملتزما بقوة بالدبلوماسية، والواقع أن عباس، الذي يتحدث بهدوء ويشبه الجد، والذي سيبلغ التاسعة والثمانين من عمره في نوفمبر، كان يتمتع بكل الصفات التي لم يتمتع بها سلفه الأكبر من الحياة، كان عباس يفتقر إلى الكاريزما بشكل واضح وكان معروفا بكرهه للحشود، وكان سلوكه أقرب إلى سلوك مدير مدرسة وليس زعيم حركة تحرير.

في غضون شهر واحد من توليه منصبه، تمكن عباس من توحيد الفصائل الفلسطينية المختلفة لدعم اتفاق وقف إطلاق النار مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، الأمر الذي أنهى بهدوء أكثر من أربع سنوات من إراقة الدماء أثناء الانتفاضة الثانية.

وكان عباس يأمل في استخدام الهدوء لإرساء الأساس للدبلوماسية، ولكن شارون لم يكن مهتما بعملية السلام. وبدلاً من ذلك، طرح خطة جذرية للانسحاب من جانب واحد من قطاع غزة، وهي الخطوة التي لم تكن تهدف إلى تعزيز حل الدولتين، بل على حد تعبير رئيس أركان شارون دوف فايسجلاس، إلى “إخضاع الدولة الفلسطينية لـ”الفورمالديهايد”، وقد أغلقت إسرائيل حدود غزة فعليا، الأمر الذي دفع اقتصادها إلى الانهيار. ورغم أن فشل الانسحاب الإسرائيلي من جانب واحد لم يكن خطأ عباس، إلا أنه أطلق سلسلة من الأحداث التي لن يتعافى منها أبدا.

زر الذهاب إلى الأعلى