محلي

تفاصيل محاكمة 5 ضباط و3 أمناء شرطة ومجند

ساعات من الرعب رعب شهدها قسم شرطة العمرانية، بمحافظة الجيزة، من خلال قيام 5 ضباط شرطة، بينهم رئيس مباحث القسم و3 أمناء ومجند بضرب وتعذيب 7 محبوسين محتجزين بالقسم والتسبب في وفاة أحدهم بعد تعذيبه وضربه “مكبل الأيدي” بـ “مضرب بيسبول”

تعود الواقعة ليوم 31 أكتوبر 2023، واستمرت التحقيقات فيها مدة ثمانية أشهر بدون الإعلان عنها، وأن المتهمين أحيلوا إلى المحاكمة الجنائية “مخلى سبيلهم” على ذمة القضية باستثناء متهم واحد هارب، وأحيلت القضية إلى محكمة استئناف القاهرة في مصر لتحديد جلسة خلال أيام لمحاكمة المتهمين، وقُيّدت تحت رقم 6445 لسنة كلي جنوب الجيزة، وتم التحقيق فيها من قبل المستشار هانئ سرور مدير نيابة الحوادث بنيابة جنوب الجيزة الكلية، تحت إشراف المستشار محمود غيطاس المحامي العام الأول لنيابة جنوب الجيزة الكلية.

المتهمون في القضية هم كل من “أحمد هانئ علي عبد التواب العمدة 26 سنة، نقيب شرطة ومعاون مباحث قسم شرطة العمرانية، وأحمد صلاح عبد التواب حمد (هارب) 43 سنة، أمين شرطة سابق بمباحث القسم (وقت الواقعة)، وهاني عماد الدين محمد عيد 38 سنة مقدم شرطة ورئيس مباحث قسم شرطة العمرانية سابقاً (وقت الواقعة) وحالياً رئيس قسم العمليات بإدارة شرطة مرافق الجيزة”.

كما ضمت مصطفى عاطف محمود سيف 33 سنة، رائد شرطة ومعاون مباحث قسم شرطة العمرانية، وعمر محمد محمود محمد الهواري 29 سنة، نقيب شرطة وضابط بالقسم سابقاً (وقت الواقعة) وحالياً ضابط بقسم أول الشيخ زايد، وحمزة محمد سلطان فتح الله عبد الرحيم، 24 سنة، نقيب شرطة وضابط بالقسم، وآدم صلاح محمد حمد 37 سنة، أمين شرطة بمباحث القسم، ومحمود خضر كيلاني عبد التواب 28 سنة، أمين شرطة بمباحث القسم، وسيد سعد سيد جنيدي 23 سنة، مجند شرطة بقسم شرطة العمرانية سابقاً (وقت الواقعة) وحالياً مجند بإدارة المرافق”. 

بدأ انكشاف القضية من خلال أمرين، أولهما تلقي زوجة ووالد الضحية المقتول داخل القسم اتصالاً هاتفياً من أحد المحبوسين المرافقين له من داخل القسم يخبرهم فيه بالواقعة فأبلغت الزوجة النيابة العامة، وثانيها هو وصول الضحية متوفياً إلى مستشفى الهرم ووجود شبهة جنائية حول وفاته، مما دفع إدارة المستشفى إلى الإبلاغ، لتبدأ النيابة العامة رحلة تحقيقاتها الموسعة في الواقعة.

استمعت النيابة العامة إلى أقوال هبة ناصر أبو ضيف؛ 33 سنة ربة منزل وزوجة الضحية، والتي أقرت بالتحقيقات أنه وردت لها مخابرة هاتفية من أحد المحبوسين المحجوزين رفقة المجني عليه المتوفى مفادها قيام المتهمين الأول والثاني بالتعدي ضرباً على زوجها برأسه، وأنهما استخدما في ذلك أداتين (عصوان خشبيتان “شومتان”).

وأضافت بالتحقيقات أن المحبوس أخبرها أيضاً بدخول ضباط وأمناء الشرطة المتهمين في الواقعة إلى مقر حجزهم وتعديهم عليهم بالضرب، وهو الأمر الذي أقر به محمد عبد الله سيد 63 سنة، سائق ووالد المجني عليه، بالتحقيقات أيضاً.

وتمكنت النيابة العامة بالفعل من ضبط 5 عصي خشبية “شوم” بردهة غرف الحجز بديوان قسم شرطة العمرانية بإرشاد من قبل أميني الشرطة، وبعرضها على المحبوسين بالقسم المعتدى عليهم من قبل الضباط وأمناء الشرطة المتهمين، شهدوا أنها من ضمن الأدوات المستخدمة في التعدي عليهم وإحداث إصابتهم، وقد تم التحفظ عليها وتحريزها بالقضية. 

واستمعت النيابة العامة أيضاً إلى أقوال سيف محمد جمال 24 سنة ملازم أول شرطة ورئيس تحقيقات قسم شرطة العمرانية، والذي أقر في التحقيقات بأنه إبان حدوث الواقعة قام بغلق الباب الداخلي للقسم، ولم يسمح لأحد بالدخول أو الخروج منه. وأضاف الضابط بالقسم في أقواله بأنه لم يقم بإدخال المتهمين الأول والسادس (ضابطين) إلى قسم الشرطة.

آخر مراحل التحقيق من قبل النيابة كانت في مصلحة الطب الشرعي، وبيان حالة المتوفى والمعتدى عليهم من المحبوسين، إذ أقرت بانسيه عبد الفتاح أحمد 37 سنة، طبيبة شرعية بمصلحة الطب الشرعي، بالتحقيقات، أنها القائمة على مناظرة وفحص وتشريح جثمان الضحية. وأضافت أنه تبين لها وجود عدد من الجروح بقمة يسار فروة الرأس، وكدمات منتشرة بقمة الكتف اليمنى وأعلى العضد الأيمن ومقدمة الفخذ الأيسر والعضد الأيسر ومقدمة الساق اليسرى وخلفية الكتف الأيسر، وعدة جروح بيمين العنق والوجه والبطن وكيس الصفن (الخصيتين)، وسحج (كشط) بأسفل الفخذ، وسحج بالجانب الأيسر للحوض.

وتابعت بأن الوفاة نتيجة حدوث الإصابات بالرأس وما أحدثته من كسر منخسف بعظام الجمجمة وانضغاط بنسيج المخ مقابلها وأوذيما (احتباس السوائل بالجسم) عامة بنسيج المخ، ورجحت في كون تلك الإصابات قد نتجت عن التعدي بجسم أو أجسام صلبة راضة مثل العصي الخشبية وما في حكمها. وأردفت أن الواقعة بمجملها جائزة الحدوث على النحو الوارد بالتحقيقات، وفي تاريخ معاصر لتاريخ حدوث الواقعة، مشيرة إلى أنه وعقب التعدي على الضحية وإحداث إصابته التي أودت بحياته يمكن أن يظل حياً لفترة زمنية وجيزة لا تتعدى 24 ساعة.

كما ثبت بتقرير الطب الشرعي الخاص بالضحايا المعتدى عليهم في قسم الشرطة من المحتجزين الستة، أن إصاباتهم حيوية حديثة ذات طبيعة رضية احتكاكية حدثت من الضرب بجسم صلب راض أياً كان نوعه، وهي جائزة الحدوث من التعدي عليهم بعصى خشبية أو شوم على النحو الثابت بالتحقيقات وفي تاريخ معاصر لتاريخ الواقعة.

عقب انتهاء التحقيقات، وجّهت النيابة العامة إلى المتهمين في قرار إحالتهم إلى المحاكمة الجنائية تهم أنهم في يوم 31 أكتوبر 2023 بدائرة قسم شرطة العمرانية بمحافظة الجيزة، قام المتهمان الأول والثاني بضرب الضحية المتوفى أحمد محمد عبد الله سيد عمدا.

زر الذهاب إلى الأعلى