معونة أمريكية كاملة لديكتاتور ترامب المفضل
تقول هذه التغريدة للرئيس الأمريكي، “محمد عماشة في المنزل أخيرا بعد 486 يوما في السجون المصرية لحمله لافتة تظاهر. الاعتقال، التعذيب واستبعاد النشطاء مثل سارة حجازي ومحمد سلطان أو تهديد عائلاتهم غير مقبول، لا مزيد من الشيكات على بياض لـ’ديكتاتور ترامب المفضل”.
لكن كانت هذه التغريدة لـ “بايدن” عندما كان مرشحا للرئاسة عام 2020، غير أن هذا الكلام تغير كليا قبيل جولة جديدة من الانتخابات الأمريكية 2024.
قبل مغادرته البيض الأبيض خلال الشهور القادمة، قررت إدارة “بايدن” الإفراج عن 320 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر، وهي الحزمة التي كانت مشروطة في السابق بتحسين قضايا حقوق الإنسان في البلاد، هذا يرفع المبلغ الإجمالي من “واشنطن” إلى القاهرة هذا العام إلى 1.3 مليار دولار، وهي جملة المساعدات العسكرية الأمريكية السنوية المقررة لمصر منذ معاهدة السلام عام 1979.
مركز الديمقراطية في الشرق الأوسط ومقره “واشنطن”، وصف القرار بأنه “خيانة” من قبل إدارة “بايدن”، التي تعهدت بجعل حقوق الإنسان محورية للعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة ومصر.
في سبتمبر من العام الماضي، إدارة “بايدن” أعلنت التنازل عن قيود حقوق الإنسان في مصر، لتفرج عن 235 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر، معللة ذلك بالمزايا الأمنية التي ستحصل عليها الولايات المتحدة في المقابل.
وفي عام 2022 حجبت “واشنطن” 130 مليون دولار، وسمحت بالإفراج عن 75 مليون دولار من المساعدات العسكرية، كما تلقت القاهرة 95 مليون دولار أخرى لتمويل مكافحة الإرهاب وأمن الحدود.
وفي 2021 حجبت الولايات المتحدة أيضا 130 مليون دولار بسبب ملف حقوق الإنسان، ومنحت مصر 200 مليون دولار فقط من المساعدات العسكري.
متحدث باسم الخارجية الأمريكية قال لـ “ميدل إيست آي”، إن إطلاق الأموال مهم لتعزيز السلام الإقليمي ولإتمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإعادة الرهائن إلى ديارهم”، لكن محمد زارع مدير المنظمة العربية للإصلاح الجنائي أكد لـ “بي بي سي”، إن أمريكا لا يهمها في قصة ملف حقوق الإنسان إلا مصلحتها ومصلحتها السياسية هي مع مصر حاليا لأن هناك ترتيبات بالمنطقة وحرب غزة وهي تحتاج للقاهرة في كل ذلك فآخر أولويات واشنطن في العالم هي حقوق الإنسان.
مدير الدعوة في الديمقراطية للعالم العربي الآن رائد جرار، أشار إلى أن الوهم بأن الولايات المتحدة يمكن أن تستخدم مساعداتها العسكرية لهذه الأنظمة كوسيلة ضغط للأنظمة الدكتاتورية والأنظمة المسيئة لتحسين نفسها هو مجرد مزحة.
إجمالي ما حصلت عليه مصر من أمريكا 80 مليار دولار منذ 44 عام، المعونات الأمريكية لمصر تمثل 57% من إجمالي ما تحصل عليه من معونات ومنح دولية، كما أن مبلغ المعونة لا يتجاوز 2% من إجمالي الدخل القومي المصري.