لماذا يذهب الطلاب إلى الجامعات؟
سؤال يبدو سطحيا لكن إجابته البسيطة تتنافى مع ما يحدث حاليا، غير أن إهانة الطلاب من قبل أساتذتهم داخل الحرم الجامعي، أضحى أمرا مكررا في الشهور الماضية.
هذا مشهد لطالب بجامعة جنوب الوادي يمشي على أربع كالكلب، ويظهر في الفيديو المتداول أن أستاذ الطالب أجبره على السير، لينتشر الفيديو بشكل واسع ما دفع الجامعة لإصدار بيان أكدت فيه، أنها قامت بتحويل الأستاذ بكلية التربية الرياضية إلى مجلس تأديب نوفمبر الجاري، “التحقيق في الواقعة جاء بعد إبلاغ رئيس الجامعة بها في يوليو الماضي وعضو هيئة التدريس موقوف عن العمل منذ 28 أغسطس الماضي”، وفقا للجامعة.
في أكتوبر الماضي حدث موقف مشين من أستاذ في كلية الحقوق بجامعة المنوفية، حين قام الدكتور بسب طالب بلفظ خارج أمام زملائه، لكن جامعة المنوفية أعلنت إحالة الدكتور مصطفى حسني صاحب الواقعة إلى التحقيق.
لا يقتصر الأمر على إهانة الأساتذة للطلاب داخل الحرم الجامعي وحسب، وإنما يصل إلى إهانة الأستاذ نفسه أمام طلابه، وهذا مجرد نموذج في حفل تخرج طلاب حدث في يوليو الماضي.
فوضى الأكاديميين داخل الجامعات عُززت بسيطرة السيسي على تعيين رؤساء الجامعات، ففي يونيو الماضي عدّل السيسي المادتين 25 و43 من قانون تنظيم الجامعات، التعديل نص على تعيين رئيس الجامعة بقرار من رئيس الجمهورية، بعد أن كان رؤساء الجامعات ينتخبون من قبل أعضاء هيئة التدريس فقط.
ومع هذا التدهور الأخلاقي في المشهد الجامعي، تُغيّب السلطة أساتذة جامعة آخرين بالإبعاد أو الاعتقال، مثل حازم حسني الذي اعتقل فترة ثم أخلي سبيله وتوفي مطلع فبراير الماضي.
أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسن نافعة الذي اعتقل سابقا، يعاني من تقييد الكلمة منذ سنوات بسبب آرائه السياسية، كما تشير تقارير حقوقية إلى أن التضييق على أساتذة الجامعات وصل إلى مستوى غير مسبوق.
