عربي ودوليمحلي

هل تم إقالة “عباس كامل” من المخابرات بضغوط أمريكية إسرائيلية؟

رغم مرور نحو 3 أشهر على إقالة اللواء عباس كامل من جهاز المخابرات العامة، إلا أن أسباب الإقالة لا زالت تحمل الكثير من اللغز الذي يحتاج إلى تفسير.

الرواية المصرية

كان السيسي قد أصدر في أكتوبر الماضي قرارا بتعيين اللواء، حسن رشاد، رئيسا للمخابرات العامة ، خلفا لعباس كامل الذي أصبح مستشارا لرئيس الجمهورية، ومنسقا عاما للأجهزة الأمنية والمبعوث الخاص لرئيس الجمهورية.

وأثار قرار استبدال كامل الذي كان يوصف بـ”ظل الرئيس”، لقربه من السيسي منذ توليه الرئاسة عام 2014، تساؤلات بشأن الأسباب وراءه.

عماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ ورئيس تحرير صحيفة الشروق، قال لقناة الحرة، في وقت سابق، إن استبدال كامل “قرار سيادي طبيعي يحدث كل فترة في المناصب العليا في مصر”، مضيفا أنه “ليس أمرا غريبا أو خارقا للطبيعة”.

وأضاف أنه “تم تغيير العديد من القيادات والمسؤولين في الفترة الأخيرة في مصر”، مؤكدا أن “السيسي لديه حسابات خاصة ويريد ضخ دماء جديدة”.

ما علاقة ملف غزة ومحور فيلادلفيا

مع إعلان الإقالة تردد حينها أن قرار إبعاده كان بسبب فشله في إحراز تقدم بملف محور فيلادلفيا، بين مصر وقطاع غزة، الذي احتلته إسرائيل.

وتردد اسم كامل في ملف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية وحرب غزة وتبادل الرهائن بين إسرائيل وحركة حماس.

يتعلق الأمر هذه المرة باللقاءات التي دارت بين كامل، الذي كلفه عبد الفتاح السيسي، متابعة ملف حرب غزة، وبين رئيس الشاباك الإسرائيلي، رونان بار، وفق ما أوردت تقرير للقناة الـ14 الإسرائيلية.

وفي أغسطس الماضي، ذكرت مصادر إسرائيلية، أن بار، التقى، كامل، في القاهرة لإجراء محادثات تناولت، من بين أمور أخرى، الجمود في المفاوضات بشأن صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار في القطاع.

رواية إسرائيلية مخالفة

لكن القناة الـ14 الإسرائيل قدمت راوية مثيرة وتفسيرا جديدا لسلسلة من الأحداث الدرامية”، التي تربط بار وكامل، وأشارت إلى اعتقال ضابط في الجيش الإسرائيلي في وحدة المخابرات ربما على صلة بالموضوع.

ولفت التقرير الذي جاء تحت عنوان “هل يُخدع رئيس المخابرات المصرية رئيس الشاباك منذ سنوات؟” إلى “لقاءات سرية” عقدت ببينهما على مدار ثلاث سنوات، بدأ من نوفمبر 2021، زادت وتيرتها بشكل كبير عام 2024، على خلفية المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار في غزة.

وبعد الاجتماع الأخير في 22 أغسطس 2024، “حدثت نقطة تحول مفاجئة”، إذ تمت إقالة رئيس المخابرات المصرية فجأة من منصبه بعد ذلك.

غضب إسرائيلي أمريكي

وذكرت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية أن “رؤساء أجهزة المخابرات في إسرائيل والولايات المتحدة كانوا غاضبين من المسؤول المصري بعد تصرفاته (..) في قضية إطلاق سراح المختطفين”.

ويشير تقرير القناة إلى أن كامل ربما “نجح في تضليل رئيس الشاباك لفترة طويلة حتى تم اكتشاف ذلك، ويبدو أن إسرائيل طلبت إقالته”.

وبعد حوالي أسبوعين من الإقالة المفاجئة، يقول التقرير إنه تم اعتقال ضابط كبير من شعبة المخابرات أثناء إجازته في إيلات.

هذا الضابط كان عضوا في مجموعة على تطبيق واتساب تسمى “لا تستسلم”، ضمت ضباطا كبارا آخرين من شعبة الاستخبارات “أمان”. وزعمت المجموعة أن إسرائيل كانت أسيرة لتصورات جهة إقليمية، ليست حماس ولا السلطة الفلسطينية، ولكن على ما يبدو مصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى