هدنة قريبة.. أحدث تفاصيل صفقة التبادل بين الاحتلال وحماس

يسعى المفاوضون المجتمعون، الأربعاء، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، إذ باتت المباحثات بشأنه في “مراحلها النهائية”، بعد حرب متواصلة منذ أكثر من 15 شهرا بين إسرائيل وحركة حماس سقط فيها آلاف القتلى.
أكد مسؤول إسرائيلي أن رئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” لا يزال يجري مشاورات مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس والوفد المفاوض بشأن صفقة غزة، ونفى المسؤول الإسرائيلي أن يكون تأخير حماس في الرد سببه عدم تسليم خرائط الانسحاب.
وكانت مصادر، أكدت أن حماس لا تزال تراجع بعض بنود مقترح الصفقة، وطلبت مهلة ساعات للرد. وقال مسؤول في حماس لـ”رويترز” إن الحركة لم تسلم ردها لأن إسرائيل لم تقدم خرائط الانسحاب.
ما الذي يؤخر الإعلان؟
كشف مصدر قيادي في المقاومة فجر اليوم الأربعاء، أنّ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة تم بالفعل، ولكن الإعلان عن ذلك متوقف لحين الاتفاق حول آليات تنفيذ الاستحقاقات، وقال القيادي، إنّ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي حاول تفخيخ الاتفاق وعرقلته في اللحظات الأخيرة، عبر طلبه إضافة أسرى من فئة العسكريين إلى قائمة الأسرى الـ33 الذين سيتم إطلاق سراحهم خلال المرحلة الأولى، مع العلم أنّ هذه الفئة من المقرر إطلاق سراح الأسرى المصنفين ضمنها في المراحل التالية، وذلك مشروط بإطلاق الاحتلال ألف أسير خلال المرحلة الأولى.
وكشف المصدر القيادي أنّ وفد التفاوض الإسرائيلي حاول تعقيد المفاوضات بدعوى رغبته في أن تكون الشريحة الأولى من صفقة التبادل ممثلة لكافة فئات الأسرى من المدنيين والعسكريين، والرجال والنساء. وستشهد المرحلة الأولى وفقا للاتفاق إطلاق حماس سراح 33 أسيرا إسرائيليا من الأطفال والنساء والمجندات وكبار السن والمرضى.
كما كشف القيادي أنّ فئة العسكريين الذين جرى أسرهم بالزي العسكري يوم السابع من أكتوبر 2023، تضم عدداً من ضباط جهاز الأمن العام (الشاباك)، وضباط الوحدة 8200 الاستخبارية الإسرائيلية، إضافة إلى أحد القيادات العسكرية من أصحاب الأوزان الثقيلة، مشير إلى أنّ تلك الفئة سيكون التعامل معها في الصفقة ضمن مفاتيح خاصة سيتم الاتفاق عليها في حينه.
ثمن إسرائيلي باهظ
أفاد المحلل العسكري الإسرائيلي “عاموس هرئيل” في مقال نشره بصحيفة “هآرتس” العبرية، بأن المفاوضات الجارية بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية “حماس” بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار تقترب من نهايتها، مشيرا إلى أن الصفقة تأتي تحت ضغط أمريكي كبير قبل أيام قليلة من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وأوضح “هرئيل” أن “إسرائيل تجاوزت العقبة الرئيسية بضغط أمريكي شديد، وهي الآن مستعدة لإتمام الصفقة”، لكنه أشار إلى أن هناك تحفظات قد تعرقل تنفيذها.
وقال إن “رئيس الحكومة “بنيامين نتنياهو” لا يزال قادرا على التراجع عن الاتفاقات”، مستشهدا بسوابق مشابهة خلال فترات المفاوضات السابقة. كما أوضح أن “رد حماس النهائي، وخاصة من رئيسها في قطاع غزة محمد السنوار، لا يزال قيد الانتظار”.
وتطرق “هرئيل” إلى الخسائر التي تكبدتها دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال فترة التردد، موضحا أن “ثمانية من الأسرى الإسرائيليين لقوا حتفهم، اثنان منهم قتلوا في قصف إسرائيلي، وستة على يد حماس”.
وأضاف: “في هذه الفترة أيضا، قُتل 122 جنديا إسرائيليا، أكثر من الثلث خلال العملية العسكرية في جباليا، بيت لاهيا وبيت حانون التي بدأت في أكتوبر الماضي”.
وأشار إلى أن “إسرائيل ستضطر إلى تقديم تنازلات كبيرة لإنجاز الصفقة”، مؤكدا أن “الهدف المعلن الثاني للحرب، وهو تدمير نظام حماس، لن يتحقق”، وأوضح أن “الصفقة لن تضمن أيضًا رقابة حقيقية على حركة السكان الفلسطينيين العائدين إلى شمال القطاع”.
وأكد “هرئيل” أن “إسرائيل ستضطر إلى ابتلاع المزيد من التنازلات المؤلمة، ليس فقط بضغط ترامب، ولكن لأنها ضرورية لإعادة الرهائن الأحياء وجثامين الموتى”.