الثاني في أسبوع.. وفاة معتقل سياسي بسجن جمصة بعد معاناة مع المرض

للمرة الثانية خلال أسبوع تشهد السجون في مصر حالة وفاة جديدة لمعتقل سياسي، بسبب أوضاع الاحتجاز المأساوية، حيث توفي المعتقل عبد الفتاح محمد عبد المقصود عبيدو (60 عاماً)، وهو مدرس لغة عربية بالأزهر، داخل مستشفى المنصورة الجامعي، والذي نُقِل إليه من سجن جمصة شديد الحراسة.
بحسب الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، جاءت وفاة المعتقل بعد تدهور حالته الصحية، وبعد أيام قليلة من وفاة السجين السياسي محمد عبد الرزاق، داخل سجن دمنهور العمومي (الأبعادية) في 31 مارس الماضي.
رفض إخلاء سبيله رغم مرضه
وبحسب معلومات أولية نشرتها الشبكة، فإن “عبيدو” من قرية منشأة أدهم التابعة لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، وكانت أسرته قد قدمت طلبات عدة لإخلاء سبيله كي يتلقى العلاج المناسب، لكن جرى تجاهلها رغم تدهور حالته الصحية.
وأشارت الشبكة إلى أن فريق البحث والتوثيق فيها يرصد ملابسات القبض عليه ومرضه ووفاته في ظل مطالبات بفتح تحقيق عاجل ومستقل في ظروف احتجازه وأسباب الوفاة.
وقالت: “تأتي الواقعة في سياق تصاعد الانتهاكات الحقوقية داخل أماكن الاحتجاز في مصر، حيث يزداد عدد الوفيات نتيجة التدهور الحاد في أوضاع الاعتقال وغياب الرعاية الطبية والإهمال الطبي الجسيم، ما ينتهك بوضوح المعايير الدولية لحقوق الإنسان”.
التاسعة خلال 2025
بوفاة “عبيدو” يرتفع عدد وفيات السجون خلال العام الحالي إلى 9 وفيات في المعتقلات ومقار الاحتجاز المختلفة منذ مطلع العام الجاري.
ففي مارس الماضي رصدت منظمات حقوقية وفاة محمد عبد الرزاق، في سجن دمنهور العمومي (الأبعادية)، ونبيل فرفور (65 عاماً) بعدما تدهورت حالته الصحية نتيجة الإهمال الطبي.
وفي فبراير الماضي، رصدت منظمات حقوقية وفاة خالد أحمد مصطفى، داخل سجن العاشر، وهشام الحداد، شقيق عصام الحداد، مساعد الرئيس المصري الراحل محمد مرسي للشؤون الخارجية، والقيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين، داخل سجن العاشر بعدما تعرّض لإهمال طبي متعمد.
وفي يناير الماضي، رصدت منظمات حقوقية وفاة أحمد جبر بسبب الإهمال الطبي وظروف الاحتجاز، ومتولي أبو المجد سليمان بسبب الظروف السيئة في سجن جمصة شديد الحراسة، وأيضاً سعد السيد السيد مدين في أثناء احتجازه في سجن برج العرب. وشملت أول حالة وفاة لسجين سياسي هذا العام عبد السلام صدومة بعد تدهور حالته الصحية وظروف حبسه القاسية بتأثير إصابته بمرض السرطان.
والعام الماضي رصدت منظمات حقوقية وفاة أكثر من خمسين سجيناً سياسياً في سجون ومقار الاحتجاز المختلفة نتيجة الإهمال الطبي المتعمد وأوضاع الحبس المزرية.