
تحولت قضية الطفل ياسين إلى واحدة من أكثر القضايا التي تشغل الرأي العام هذه الأيام، بعدما أثارت تفاصيلها المؤلمة حالة من التعاطف والغضب الواسع بين المواطنين، وأصبحت حديث الشارع والسوشيال ميديا، وسط مطالبات بالقصاص وتحقيق العدالة.
بداية القصة
بدأت القصة عندما لاحظت والدة ياسين، التلميذ في مرحلة الحضانة بمدرسة في دمنهور، تغيرات سلوكية مقلقة لدى طفلها، لتكتشف أنه تعرض لاعتداءات من قبل موظف إداري بالمدرسة، ويبلغ من العمر 79 عاماً.
لكن ما زاد من صدمة الأم أن الاعتداءات وقعت على مدار عام داخل دورة مياه المدرسة، دون أن يكتشفها أي موظف داخل المدرسة.
رواية الطفل
وفقا لرواية الطفل، فإن المتهم كان ينقله إلى سيارة مهجورة في جراج المدرسة، حيث وقعت الاعتداءات مرات عدة.
وأشار إلى أنه كان يخشى الحديث عن الواقعة بسبب تهديدات المتهم، لكنه قرر الكشف عن الأمر بعد شعوره بالأمان عندما علم أنه سيسافر إلى والده.
استمعت النيابة العامة إلى أقوال والدي الطفل، ومديرة المدرسة، وعدد من العاملين بها.
اتهامات لإدارة المدرسة
وثارت التحقيقات تساؤلات حول مدى علم إدارة المدرسة بالواقعة، حيث زعمت منشورات على منصة X أن المديرة كانت على دراية بالأمر وتستر عليه، بل ونشرت منشوراً وُصف بـ«الوقح» بدلاً من الاعتذار أو التعهد بمحاسبة المتورطين.
ومع ذلك، لم تصدر إدارة المدرسة بياناً رسمياً يوضح موقفها، وتظل هذه الادعاءات بحاجة إلى تأكيد من الجهات الرسمية.
اتهامات بالضغط والرشوة
أثارت القضية جدلاً إضافياً بعد اتهامات وجهتها الأسرة ونشطاء على منصة X بمحاولات للضغط عليهم للتنازل عن القضية.
وقال والد ياسين ويُدعى م.ب في تصريحات لـ القاهرة 24: خلال المفاوضات الودية عشان نتنازل عن قضية الولد، اتعرض علينا دهب بوزنه ورفضنا وقتها.
كما وُجهت اتهامات لرئيس مباحث مركز دمنهور بالتهاون في التحقيقات والضغط على الأسرة، إضافة إلى ترك والد الطفل ينتظر ساعات طويلة دون استجابة.
غير مؤكدة رسمياً حتى صدور بيان من الجهات الأمنية أو القضائية.
تقرير الطب الشرعي ودور وزارة التربية والتعليم
نشرت صحيفة «المصري اليوم» تفاصيل عن تقرير الطب الشرعي المتعلق بالقضية، والذي قدم أدلة داعمة لاتهامات الأسرة، دون الخوض في تفاصيل حساسة حفاظاً على خصوصية الطفل.
تعليق وزارة التعليم
وزارة التربية والتعليم من جانبها اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، مؤكدة دعمها للتحقيقات ومحاسبة أي متورط.
وقالت في بيان لها إن واقعة اغتصاب طفل البحيرة تعود لعام وشهرين والوزارة تتخذ الإجراءات القانونية ضد المدرسة.
رد المتهم
ومن جانبه، نفي المتهم في واقعة علاقته في تحقيقات النيابة العامة علاقته بالاتهامات الموجهة إليه من أسرة الطفل، وقرر أنه لم يحضر بعد استدعائه في جلسات سابقة لأن ظروفه الصحية كانت سيئة وكان أجرى عملية قلب مفتوح.
وأشار إلى أنه تم طلبه من رئيس المباحث في مركز الشرطة، وأبلغه أنه متهم بهتك عرض الطفل، فسأله كيف وأنا رجل كبير في السن ومريض بالقلب؟
تحرك قانوني
بعد اكتشاف الواقعة، سارعت أسرة ياسين إلى تقديم بلاغ للأجهزة الأمنية، التي ألقت القبض على المتهم الرئيسي وفتحت تحقيقات موسعة، وأعلن
المستشار مرتضى منصور تبنيه للقضية، مؤكدًا سعيه لمحاسبة الجاني وضمان حق الطفل قانونيًا.
ومن المقرر أن تنظر محكمة جنايات دمنهور، برئاسة المستشار شريف كامل مصطفى، أولى جلسات المحاكمة يوم 30 أبريل 2025.



