زعيم الدروز في سوريا يطالب بحماية دولية ويتهم الحكومة بقتل شعبها

رغم إعلان الحكومة السورية انتهاء الحملة الأمنية في منطقة أشرفية صحنايا، خرج زعيم الطائفة الدرزية، الشيخ حكمت الهجري، ببيان جديد طالب فيه بتدخل دولي، في خطوة من شأنها أن تزيد من تعقيد المشهد ورفع منسوب التوتر في الجنوب السوري.
زعيم الطائفة الدرزية هاحم في بيانه الحكومة السورية في دمشق واتهمها بـ”قتل شعبها بواسطة عصابات تكفيرية”، مطالبا بالحماية الدولية “والعون السريع والمباشر”.
وقال الهجري، في بيان، إنه “من موقعنا في الرئاسة الروحية، وبتوحد الأفكار بيننا وبين باقي إخوتنا في النسيج السوري، كلنا متفقون ونجمع على نفس الآراء تجاه هذه الإدارة بفصائلها الإرهابية التكفيرية”.
وأضاف “إننا لم نعد نثق بهيئة تدعي أنها حكومة، لأن الحكومة لا تقتل شعبها بواسطة عصاباتها التكفيرية التي تنتمي إليها، وبعد المجازر تدعي أنها عناصر منفلتة، ولا نثق بوجود عناصرها بيننا لأنهم مجرد آلات قتل ودموية وخطف وتزييف حقائق”.
حق مشروع
وشدد الهجري على أن “طلب الحماية الدولية حق مشروع لشعب قضت عليه المجاز”، مردفا بالقول “لذلك نطلب من المجتمع الدولي بكافة منظماته وهيئاته ومؤسساته، ألا يستمر هذا التجاهل وهذا التعتيم على كل ما يحصل لنا ولشعبنا من مجازر وأهوال، فهذا القتل الجماعي الممنهج واضح”.
ودعا الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في سوريا، إلى “تدخل القوات الدولية لحفظ السلم، ولمنع استمرار هذه الجرائم ووقفها بشكل فوري”، معتبرا أن “هذا النداء العاجل للإسراع بحماية شعب بريء أعزل”.
وتطرق الهجري إلى الأحداث التي شهدها الساحل السوري مطلع مارس، معتبرا أن الدروز في سوريا “يعيشون نفس التجربة”، مطالبا بـ”العون الدولي السريع والمباشر، مع أمل التجاوب الفوري حقنا للدماء”.
اشتباكات وقتلى من الأمن
وكانت مدينة جرمانا في ريف دمشق شهدت قبل أيام اشتباكات بين قوات الأمن و”مجموعات خارجة عن القانون”، قبل أن تتوسع رقعة التوتر لتشمل صحنايا وأشرفية صحنايا، ما أسفر عن سقوط 16 قتيلا على الأقل، وفق بيانات رسمية.
وجاء التوتر الذي عصف في المناطق التي تسكنها غالبية درزية بعد تداول تسجيل صوتي يحمل إساءات بالغة للنبي محمد، في حين أعلنت السلطات السورية مساء الأربعاء التوصل إلى اتفاق “مبدئي” لوقف إطلاق النار.
رفض للتدخل الخارجي
وكانت وزارة الخارجية السورية، شددت على رفض دمشق “القاطع لجميع أشكال التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية”، معتبرة أن “الدعوات الأخيرة التي أطلقتها جماعات خارجة عن القانون، شاركت في أعمال عنف على الأراضي السورية، للمطالبة بما يسمى حماية دولية، دعوات غير شرعية ومرفوضة بشكل كامل”.
وأكدت الخارجية السورية، في بيان، “التزام سوريا الراسخ بحماية جميع مكونات الشعب السوري دون استثناء، بما في ذلك أبناء الطائفة الدرزية الكريمة، التي كانت ولا تزال جزءا أصيلا من النسيج الوطني السوري”.
هجوم إسرائيلي
وخلال الحملة الأمنية، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، سلسلة من الغارات الجوية على مناطق في أشرفية صحنايا تحت مزاعم حماية الدروز، ما أسفر عن سقوط قتيل في صفوف الأمن وإصابة آخرين.
وجاء ذلك بعد إعلان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مشترك مع وزير الحرب يسرائيل كاتس، أن “الجيش الإسرائيلي نفذ ضربة تحذيرية ضد متطرفين كانوا يستعدون لمهاجمة الدروز في بلدة صحنايا السورية”.
كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، إجلاء 3 سوريين من أبناء الطائفة الدرزية لتلقي العلاج الطبي داخل دولة الاحتلال، لافتا إلى أنه “تم نقل المصابين إلى المركز الطبي زيف في تسفات بعد أن أصيبوا في سوريا”.