أسوشيتد برس: الاحتلال يستخدم الفلسطينيين كدروع بشرية في حربه على غزة

كشف تقرير أمريكي عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم الفلسطينيين بشكل موسع كدروع بشرية في الحرب على غزة، مستندة إلى شهادات جنود وفلسطينيين.
وبحسب وكالة “أسوشيتد برس”، أفاد ضابط في جيش الاحتلال أنه كتب تقريرين عن الحوادث إلى قائد اللواء يوضح فيهما استخدام الدروع البشرية، وهي تقارير كان من المفترض رفعها إلى قائد الفرقة، والتي رفض الجيش الإدلاء بأي تصريح عنها.
وذكرت الوكالة أن أحد التقارير وثق مقتل فلسطيني بالخطأ، حيث أطلقت القوات النار عليه خلال ركضه إلى داخل منزل، دون أن تدرك أن وحدة أخرى كانت تستخدمه كدرع بشري، وأوصى الضابط حينها بأن يتم إلباس الفلسطينيين ملابس عسكرية لتفادي حالات الالتباس.
وأشار الضابط إلى أنه على علم بحالة أخرى على الأقل توفي فيها فلسطيني خلال استخدامه كدرع بشري، حيث فقد وعيه داخل أحد الأنفاق.
وقال رقيب إن الجنود حاولوا الاعتراض دون جدوى، وأوضح “مايكل شميت”، أستاذ القانون الدولي في الأكاديمية العسكرية الأمريكية في “ويست بوينت”، إن إقناع الجنود بالامتثال للقانون في ظل ممارسات مشكوك فيها من العدو هو أمر بالغ الصعوبة.
وتزعم سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومراقبون آخرون أن حركة حماس تستخدم المدنيين كدروع بشرية من خلال التمركز في الأحياء السكنية وإخفاء مقاتليها داخل المستشفيات والمدارس.
وأبلغ أحد الجنود وكالة “أسوشيتد برس”، أن وحدته حاولت رفض استخدام الدروع البشرية منتصف عام 2024، لكنها تلقت أوامر مباشرة من ضابط رفيع المستوى بالمضي قدما، قائلا لهم إن عليهم ألا يقلقوا بشأن القانون الإنساني الدولي.
شهادات صادمة
ذكر الرقيب، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته خوفا من الانتقام، أن الوحدة استخدمت فتى يبلغ من العمر 16 عاما ورجلا في الثلاثين من عمره لعدة أيام.
يقول الفتى واصفا حاله، بأنه كان يرتجف باستمرار، وأن الاثنين كانا يرددان كلمة رفح، رفح، في إشارة إلى المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة، حيث كانت تؤوي أكثر من مليون فلسطيني نزحوا من مناطق القتال الأخرى في تلك المرحلة من الحرب.
وأضاف الرقيب أن الأمر بدا وكأنهما يتوسلان للإفراج عنهما.
وفي هذا الصدد، قال مسعود أبو سعيد، البالغ من العمر 36 عامًا، إنه استُخدم كدرع بشري لمدة أسبوعين في مارس 2024 في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، مضيفًا أنه قال لأحد الجنود إن الوضع في غاية الخطورة، مؤكدًا رغبته في العودة إلى أطفاله ولمّ شمل عائلته.
وأوضح أنه أُجبر على دخول منازل ومبانٍ ومستشفى للمشاركة في البحث عن أنفاق مزعومة وتطهير المناطق، وذكر أنه كان يرتدي سترة إسعاف لتسهيل التعرف عليه، ويحمل هاتفًا ومطرقة وقاطعة سلاسل.
وفي إحدى العمليات، التقى شقيقه مصادفة، وكان يُستخدم هو الآخر كدرع بشري من قبل وحدة مختلفة، وقال إنهما عانقا بعضهما، مضيفًا أنه كان يظن أن الجيش الإسرائيلي قد أعدم شقيقه.
الضفة الغربية أيضا
وفي الضفة الغربية، تحدث فلسطينيون أيضا عن تعرضهم لاستخدام كدروع بشرية، قالت حزار استيتي، إن جنودا اقتحموا منزلها في مخيم جنين للاجئين في نوفمبر، وأجبروها على تصوير شقق عدة من الداخل وتفتيشها قبل أن يدخلها الجنود.
وأضافت أنها توسلت للعودة إلى طفلها البالغ من العمر 21 شهرا، لكن الجنود تجاهلوا مناشداتها،
وأعربت عن خوفها الشديد من أن تُقتَلَ، وألا تتمكن من رؤية طفلها مرة أخرى.